التجمع الديمقراطي القوي الشفاف في لبنان      الصفحات الرئيسية     عربي      فرنسي     إنكليزي
webmaster@lebanese-transparent-democracy.org
http://www.lebanese-transparent-democracy.org/ar/indexar.html
مواقف التجمع حول الأحداث اللبنانية الخطيرة.
< أشتغل لتأخير الموت وتحسين مستوى حياة كل إنسان عند جميع الشعوب >

في 16 ايلول 2012. جميع السياسيين تَقبلوا نصائح البابا في زيارته للبنان بالترحيب والتوافق الكلامي. أما الحقيقة فما زالت إحتكار السلطة والمال من الإقطاع ورجال الدين كما كان لبنان منذ مئات السنين. المعركة هي بين الفقراء والطبقة المتوسطة من جهة، والإقطاعيين والأغنياء محتكري البلاد من جهة ثانية.

http://www.lebanese-transparent-democracy.org/ar/12ar/ar-actu-120916.htm

 

موقف التجمع:



1
قِصة لبناني واحد تَكفي لفهم الواقع الاقتصادي والاجتماعي المُزري حتى اليوم في لبنان.


2
في الستينات من القرن الماضي، كان الشاب اللبناني يَتَعلم في مدرسة الدولة لأن أبيه لا يملك المال لدفع قسط المدرسة الخاصة.


3
كان الشاب طموح وبعد شهادة البكلوريا اكتشف أن دخوله الى الجامعة الخاصة للحصول على شهادة جامعية مستحيل لأن الأقساط عالية بحيث أن دخول الجامعة محصور للعائلات الغنية. الجامعة اللبنانية لم تكن موجودة.


4
وقد لاحظ أن معاشات العمال والطبقة المتوسطة لا يكفوا لحاجات العيش الكريم. والكثير من الشباب يبقون عاطلين عن العمل لسنين ومعظمهم يسافر إلى خارج البلاد بحثا عن العلم أو العمل.


5
في الزمن نفسه، لاحظ الشاب أن الأغنياء يحتفظون بممتلكات من العقارات والأبنية بدون دفع ضرائب للدولة. سعر العقارات يرتفع دائما وبسرعة بشكل أن الغني يضاعف رأس ماله من العقارات دون عمل أو تعب، والفقير يفتقر أكثر فأكثر.


6
لاحظ الشاب أيضا ان الغني يُفضل أن يُشغل عامل أجنبي كي يدفع له معاش زهيد ويستغله في الوقت أن جاره اللبناني يبقى عاطل عن العمل. ويظهر أن الدولة لا تُنظم القوانين العادلة لتأمين عمل عادل لكل اللبنانيين.


7
ولاحظ الشاب أن معظم النواب هم اغنياء إقطاعيين يتوارثون النيابة ويشترون الأصوات عند الاقتراع. ثم لا يُطوروا البلاد بل يستغلون سلطتهم للإثراء الفاسد.


8
لاحظ الشاب أن معظم الناس يدّعون أنهم يؤمنوا بدينهم وكأنه أهم شيء في الحياة لكنهم لا يُطبقون إرشادات الدين في علاقاتهم الإجتماعية. وتساءل لماذا الأديان تنادي للعدالة والمساواة والصبر والتعاون ومساعدة المحتاج، بينما في الواقع نرى القوي يستغل الضعيف ويُجوعه ولا يوجد عدالة اقتصادية ؟


9
ولاحظ أيضا أن السياسيين فاسدين يسرقون مال الدولة ويتركوا كل موظف يحتكر خدماته لسرقة الناس في أي معاملة ادارية. أما رجال الدين فمعظمهم أغنياء أيضا ويوجد أوقاف وعقارات كبيرة ملكا لرجال الدين  والمؤسسات الدينية، بينما مؤسسات الدولة بقيت صغيرة وفقيرة.


10
امام هذا الوضع كان قرار الشاب  الهرب إلى اوروبا عله يستطيع ايجاد عمل ويتعلم.


11
كان هذا الشاب من الناجحين في اوروبا. فقد حصل على دكتورا وكان يعمل ويتعلم في الوقت نفسه.


12
بعد الدكتورا عاد هذا الشاب إلى لبنان لكنه لم يستطع إيجاد عمل بسبب أن مهنته تُجبره أن يعمل بمؤسسة كبيرة وليس لديه رأس مال. واكتشف في الثمانينات أن لا عمل بدون واسطة وطلب دعم رجال السياسة والدين وكان لبنان في حالة حرب أهلية. وهكذا عاد هذا الجامعي إلى اوروبا.


13
وهكذا اصبح هذا الشاب رجل يعمل طوال حياته المهنية في اوروبا حتى سن التقاعد. حلمه الكبير العودة إلى مسقط رأسه في آخرته. هذا شأن معظم اللبنانيين المهاجرين.


14
نتكلم عن هذا اللبناني اليوم في 16 ايلول 2012 لأن رجال الدين والإقطاع السياسي اللبناني حاولوا استغلال طيبة البابا بندكتوس السادس عشر في زيارته إلى لبنان كي يحاولوا اقناع الناس أن الأمل بحياة أفضل يرتكز على الإيمان والصلاة والصبر والوعد بالمحبة، في الوقت أن الإقطاع السياسي والديني ما يزالان يحتكران مال وسلطة البلاد كما كان منذ مئات السنين، والشعب لم يفهم بعد أن لا تطور بدون الحراك الشعبي الديمقراطي الدائم. ملايين اللبنانيين هاجروا وهم ضحايا هذا النظام الإقطاعي.


15
مستوى معيشة الطبقتين الفقيرة والمتوسطة لا يُحتمل. في الوقت نفسه يُوجد من الأغنياء من يستطيع تمويل ميليشيات مسلحة، ويسرق حصة في خزينة الدولة، ويَحتكر العقارات ويستغل العمال بمعاشات غير عادلة. ومن هاجر ونجح واشتغل 40 سنة في المهجر، حاملا شهادة جامعية، لا يستطيع العودة إلى بلد الفساد حيث تَمَلك عقار اصبح صعب جدا بسبب هذا النظام الإقطاعي الذي لا يحمي سوى حقوق الأغنياء.


16
نشكر البابا لأنه على الأقل قد يساهم بانخفاض التوتّر بين الإقطاعيين الذين دمروا لبنان عندما اختلفوا على التسلط والآن دور أبنائهم وأحفادهم علهم يتفقوا على تقاسم السلطة بدل التقاتل.


17
أما هذا الرجل العائد في آخرته إلى مسقط رأسه فقط لحنينه العائلي وقد حافظ على هذه الثقافة لفقراء لبنان الذين يعتقدون أن الصبر والعمل والإيمان يكفوا لحل مشاكلهم، فهو يشعر أن هجرته كانت خطأ وأن من واجبه نشر نصيحة للشباب الفقراء. لا بد من ثورة ديمقراطية مسالمة ولكن ثابتة حتى إزاحة كل رجال الإقطاع والسياسيين الحاليين. لا بد من قانون انتخاب في الدائرة الصغرى والمناصفة وقوننة العدالة المالية لتامين موارد عادلة لكل اللبنانيين. المعركة ليست عسكرية وليست بين الطوائف وليست مع أو ضد الخضوع لنظام البلد الجار. المعركة هي بين الفقراء والطبقة المتوسطة من جهة، والإقطاعيين والأغنياء محتكري البلاد من جهة ثانية.


18
بدون تجمّع الشباب وتحركهم الديمقراطي في الأحزاب والنقابات لا يوجد أي أمل لعيش كريم في لبنان.

 

من الاعلام :

التجمع الديمقراطي القوي الشفاف في لبنان، ليس مسؤول وليس منتج للمعلومات المعروضة أدناه، وهيَ تعبّرْ عن رأي المنتج فقط، وهدف عرضها هوَ لدفع المواطن للتفكير كيف يحمي حقوقه في هذا الكون الفاسد. نقول أن الديمقراطية الشفافة المنفصلة عن الأديان والعنصرية ستساعد إلى عالم أرحم.

 

البابا بنديكتوس السادس عشر

في 15 ايلول 2012، في لبنان.

 

داعيا لبناء ثقافة السلام... الحبر الأعظم: لبنان مدعو كي يكون مثالا في التضامن والتعايش والحوار وخصوصية الشرق الأوسط تكمن في التمازج العريق لمكوناته المختلفة

 

طلب البابا بنديكتوس السادس عشر من الله أن "يبارك لبنان، ويبارك كل سكان هذه المنطقة التي رأت ولادة ديانات كبرى وثقافات نبيلة. لماذا اختار الله هذه المنطقة؟ ولماذا تعيش في جو عاصف؟ لقد اختارها الله، على ما أعتقد، لكي تكون نموذجية، لكي تشهد أمام العالم أنه بإمكان الإنسان أن يعيش عمليا رغبته في السلام والمصالحة! هذا التطلع مدون منذ الأزل في مخطط الله، الذي طبعه في قلب الإنسان. فإنني أرغب أن أتوقف هنا لأكلمكم عن السلام، لأن يسوع قال: "سلامي أعطيكم".

 

وأضاف: "إذا الواجب الأول لفتح مستقبل سلام للأجيال القادمة، هو التربية على السلام لبناء ثقافة سلام. التربية، في الأسرة أو في المدرسة، يجب أن تكون وقبل كل شيء تربية على القيم الروحية التي تعطي عملية نقل المعرفة والتقاليد الخاصة بثقافة ما، معناها وقوتها".

 

وتابع: "أفكار السلام، وكلمات السلام، وأفعال السلام تخلق مناخا من الإحترام والاستقامة والمودة، حيث يمكن الاعتراف بالأخطاء والإهانات بالحق للتقدم سوية نحو المصالحة. ليفكر رجالات الدولة والمسؤولون الدينيون مليا في ذلك!".

 

والقى البابا كلمة خلال لقائه مع أعضاء الحكومة ومؤسسات الدولة، والسلك الدبلوماسي، والمسؤولين الدينيين وممثلي عالم الثقافة، في القصر الجمهوري – بعبدا.

قال فيها: "فخامة رئيس الجمهورية، حضرات السيدات والسادة ممثلي السلطات البرلمانية، والحكومية والمؤسساتية والسياسية في لبنان، حضرات السيدات والسادة رؤساء البعثات الدبلوماسية، أصحاب الغبطة، السادة المسؤولين الدينيين، الأخوة الأعزاء في الأسقفية، سيداتي وسادتي، أيها الأصدقاء الأعزاء، بكلمات السيد المسيح هذه، أريد أن أحيكم وأشكركم، "سلامي أعطيكم"، على استقبالكم وعلى حضوركم. فخامة الرئيس، إني أشكركم لا فقط على كلماتكم القلبية، بل أيضا لسماحكم بهذا اللقاء. منذ قليل قمنا معا بزراعة أرزة لبنان، رمز بلدكم الجميل. وعند رؤيتي لهذه الشجيرة وللرعاية التي ستحتاجها حتى تنمو فروعها المهيبة، فكرت في بلدكم وفي مصيره، في اللبنانيين وآمالهم، في جميع الأشخاص في هذه المنطقة من العالم والذي يبدو أنهم يعيشون آلام المخاض بدون نهاية. عندها طلبت من الله أن يبارككم، ويبارك لبنان، ويبارك كل سكان هذه المنطقة التي رأت ولادة ديانات كبرى وثقافات نبيلة. لماذا اختار الله هذه المنطقة؟ ولماذا تعيش في جو عاصف؟ لقد اختارها الله، على ما أعتقد، لكي تكون نموذجية، لكي تشهد أمام العالم أنه بإمكان الإنسان أن يعيش عمليا رغبته في السلام والمصالحة! هذا التطلع مدون منذ الأزل في مخطط الله، الذي طبعه في قلب الإنسان. فإنني أرغب أن أتوقف هنا لأكلمكم عن السلام، لأن يسوع قال: "سلامي أعطيكم".

 

أي بلد هو غني قبل كل شيء بالأشخاص الذين يحيون على أرضه. يتوقف على كل شخص منهم وعليهم كلهم مجتمعين مستقبله وقدرته على أن يتجند من أجل السلام. إلتزام كهذا لن يكون ممكنا إلا داخل مجتمع موحد. إنما الوحدة لا تعني التماثل. إن تماسك المجتمع يؤمن عبر الإحترام المستقر لكرامة كل شخص والمشاركة المسؤولة لكل إنسان، كل بحسب قدراته، بإستعمال أفضل ما لديه. لتوفير الدينامكية الضرورية لبناء وتعزيز السلام، يجب الرجوع بلا كلل لركائز الكائن البشري. كرامة الإنسان غير منفصلة عن الطابع المقدس للحياة الموهوبة من الخالق. في تصميم الله، كل شخص فريد وغير قابل للاستبدال. يأتي إلى العالم داخل أسرة، هي مكانه الأول للأنسنة، وهي، قبل كل شيء، مربيته الأولى على السلام. إذا لبناء السلام، يجب أن يتركز انتباهنا على الأسرة لتسهيل مهمتها، وذلك لدعمها، وبالتالي ترويج ثقافة الحياة في كل مكان. تعتمد فاعلية أي التزام من أجل السلام على الإدراك الذي يملكه العالم للحياة البشرية. إذا كنا نريد السلام، فلندافع عن الحياة! هذا المنطق لا يستبعد الحرب والأعمال الإرهابية فقط، بل يراعي حياة الكائن البشرية، الخليقة التي أرادها الله. اللامبالاة أو الإنكار لما يشكل طبيعية الانسان الحقيقية يمنع احترام تلك القواعد التي هي التشريع الطبيعي المدون في القلب الإنساني (رسالة البابا بندكتس السادس عشر بمناسبة يوم السلام العالمي 2007، رقم 3). إن عظمة كل شخص وسبب وجوده تكمن في الله وحده. لهذا السبب، فالاعتراف غير المشروط بكرامة كل كائن بشري، كل واحد منا، كما الإعتراف بطابع الحياة المقدس يتطلبان مسؤولية الجميع أمام الله. إذا علينا أن نوحد جهودنا لتطوير انثروبولوجيا سليمة تشمل وحدة الشخص. بدونها، لا يمكن بناء السلام الحقيقي.

 

رغم أنها تظهر جليا في البلدان التي تعرف صراعات مسلحة، فإن الهجمات على سلامة وحياة الأشخاص موجودة أيضا في بلدان أخرى. إن البطالة والفقر والفساد والإدمان بمختلف أشكاله، والاستغلال والاتجار بكل أصنافه، والإرهاب، تسبب، مع ألم ضحاياها غير المقبول، إضعافا للمقدرة البشرية. يريد المنطق الاقتصادي والمالي بلا هوادة أن يفرض نيره، وأن يقدم الامتلاك على الكينونة! لكن فقدان أي حياة بشرية هي خسارة للبشرية بأسرها. لأن البشرية هي عائلة كبيرة وجميعنا مسؤولون عنها. بعض الايدولوجيات في تشكيكها- بشكل مباشر أو غير مباشر، أو حتى قانوني- في القيمة الثابتة لكل شخص ولأساس العائلة الطبيعي تنسف أسس المجتمع. يجب أن ننتبه لهذه التطاولات على بناء وتناغم العيش معا. وحده التضامن الفعال يشكل الترياق ضد كل هذا. التضامن من أجل رفض ما يعيق احترام كل حياة بشرية، التضامن لمساندة السياسات والمبادرات بطريقة مخلصة وعادلة التي تهدف لتوحيد الشعوب. من الطيب رؤية أفعال التعاون والحوار الحقيقي تؤسس لطريقة جديدة للحياة معا. إن نوعية أفضل للحياة وللتطور الشامل غير ممكنة، إلا في مقاسمة الخيرات والمسؤوليات، ضمن إحترام هوية كل فرد. لكن أسلوب حياة مشترك وهادئ ودينامي كهذا لا يمكنه أن يكون بدون الثقة في الآخر، مهما كان هذا الآخر. اليوم، الاختلافات الثقافية والاجتماعية والدينية يجب أن تؤدي إلى عيش نوع جديد من الأخوة، حيث ما يوحد بالتأكيد هو المعنى المشترك لعظمة كل شخص، ولكونه عطية لنفسه وللآخرين وللبشرية. في هذا يوجد طريق السلام! في هذا يكمن الالتزام المطلوب منا! في هذا يقطن التوجه الذي يجب أن يقود الخيارات السياسية والاقتصادية، في كل المستويات وعلى نطاق عالمي.

 

إذا الواجب الأول لفتح مستقبل سلام للأجيال القادمة، هو التربية على السلام لبناء ثقافة سلام. التربية، في الأسرة أو في المدرسة، يجب أن تكون وقبل كل شيء تربية على القيم الروحية التي تعطي عملية نقل المعرفة والتقاليد الخاصة بثقافة ما، معناها وقوتها. يمتلك الفكر البشري الحس الفطري لتذوق الجمال والخير والحق. إنه الختم الإلهي، بصمة الله فيها! من هذا الشوق الكوني ينبع إدراك أخلاقي ثابت وصادق، يضع دائما الشخص في المركز. غير أن الإنسان يتجه نحو الخير بملء حريته فقط، لأن "كرامة الإنسان تتطلب منه أن يتصرف استنادا إلى إختيار حر وواع مدفوعا باقتناع شخصي يحدد موقفه، لا تحت الدوافع الغريزية أو الضغط الخارجي" (فرح ورجاء، 17). واجب التربية هو مرافقة نضج المقدرة على القيام باختيارات حرة وصحيحة، والتمكن من الذهاب ضد تيار الآراء الرائجة والموضة والايدولوجيات السياسية والدينية. تأسيس ثقافة السلام يتطلب هذا الثمن! يتحتم بالطبع حظر كل عنف شفوي أو جسدي. لأنه دائما تطاول على الكرامة الإنسانية، كرامة المعتدي وكرامة الضحية. بالمقابل، من خلال تقدير الأعمال السلمية وتألقها من أجل الخير العام، نخلق أيضا الاهتمام بالسلام. كما يشهد التاريخ، لفتات سلام كهذه لديها دور مهم في الحياة الاجتماعية والوطنية والدولية. التربية على السلام ستشكل كذلك رجالا ونساء كرماء وحقانيين، ومنتبهين للجميع، ومهتمين خاصة بالأشخاص الأكثر ضعفا. أفكار السلام، وكلمات السلام، وأفعال السلام تخلق مناخا من الإحترام والإستقامة والمودة، حيث يمكن الاعتراف بالأخطاء والإهانات بالحق للتقدم سوية نحو المصالحة. ليفكر رجالات الدولة والمسؤولون الدينيون مليا في ذلك!

 

يجب أن ندرك جيدا أن الشر ليس قوة مجهولة تتصرف في العالم بطريقة غير شخصية أو حتمية. الشر، الشيطان، يمر من خلال الحرية البشرية، عبر استخدامه لحريتنا. يبحث عن حليف، الإنسان. إن الشر يحتاج إليه ليتفشى. ومن ثم، بعد أن أهان الوصية الأولى، أي محبة الله، يأتي لإفساد الوصية الثانية، أي محبة القريب. معه تختفي محبة القريب لمصلحة الكذب والحسد والكراهية والموت. إنما من الممكن عدم ترك الشر يغلبنا، بل أن ننتصر عليه بالخير (راجع: روم 12,21). إننا إلى توبة القلب هذه لمدعوون. بدونها، ال"إطلاقات" الإنسانية المرجوة جدا تخيب، لأنها تتحرك داخل الفسحة الضيقة المنسجمة مع ضيق أفق الإنسان، وقسوته، وعدم تساهله، ومحاباته، ورغباته في الثأر، ودوافعه للموت. إن التحول في عمق النفس والقلب ضروري من أجل إيجاد بصيرة أكيدة وحيادية موثوقة والمعنى العميق للعدالة وللخير العام. نظرة جديدة وأكثر حرية ستمكن من التحليل والتساؤل حول الأنظمة الإنسانية التي تؤدي إلى طرق مسدودة، من أجل التقدم مع الأخذ بالإعتبار الماضي لكي لا نكرره أبدا مع تأثيراته المدمرة. إن هذه التوبة المطلوبة رائعة لأنها تفتح إمكانات بتعويلها على الموارد غير المحدودة التي تقطن قلب كثير من الرجال والنساء الراغبين في العيش بسلام والمستعدين للتطوع من أجل السلام. إنها وبشكل خاص متطلبة: لأنه يقتضي أن نقول لا للثأر، أن نعترف بأخطائنا، ونقبل الأعذار بدون التماسها، وأخيرا أن نغفر. لأن وحدها المغفرة الممنوحة والمقبولة تضع الأساسات الدائمة للمصالحة وللسلام للجميع (راجع: رم 12,16ب.18).

 

عندئذ فقط يمكن أن ينمو التفاهم الجيد بين الثقافات والأديان، والتقدير بدون استعلاء طرف ما على بقية الأطراف، واحترام حقوق كل منها. في لبنان، المسيحية والإسلام يعيشان في نفس الفسحة منذ قرون. ليس نادرا أن نجد أشخاصا من الديانتين يحملون إسم العائلة نفسها. إذا كان ذلك ممكنا في عائلة واحدة، لماذا لا يكون على صعيد المجتمع بأكمله؟ خصوصية الشرق الأوسط تكمن في التمازج العريق لمكونات مختلفة. إن المجتمع المتعدد لا يوجد إلا عبر الإحترام المتبادل، والرغبة في معرفة الآخر والحوار المتواصل. إن الحوار غير ممكن إلا في الوعي أن هناك قيما مشتركة بين جميع الثقافات الكبرى، لأنها متأصلة داخل طبيعة الشخص البشري. هذه القيم التي هي كالركيزة، تفسر الأوجه الأصيلة والمميزة للبشرية. إنها تنتمي لحقوق كل كائن بشري. ففي تأكيد وجودها، تقدم مختلف الديانات مساهمة قاطعة. ليس علينا أن ننسى أن الحرية الدينية هي الحق الأساسي الذي تركن عليه حقوق عديدة الأخرى. المجاهرة بالديانة وعيشها بحرية بدون أن يعرض الشخص حياته وحريته للخطر يجب أن يكون ممكنا للجميع. فقدان أو إضعاف هذه الحرية يحرم الشخص من الحق المقدس في عيش حياة كاملة على المستوى الروحي. إن ما يسمى بالتسامح لا يستأصل التعصب، إنه أحيانا يزيده. بدون الانفتاح على المتعالي الذي يسمح بإيجاد إجابات عن الأسئلة التي تثار في قلب الإنسان عن معنى الحياة وكيفية العيش وفقا للأخلاق، يصبح الإنسان عاجزا عن التحرك وفقا للعدالة وعن الالتزام في سبيل السلام. للحرية الدينية بعد إجتماعي وسياسي لا غنى عنه للسلام! إنها تروج لتعايش و حياة متناغمتين، من خلال الالتزام المشترك في خدمة القضايا النبيلة وعبر البحث عن الحقيقة التي لا تفرض نفسها من خلال العنف، إنما عبر "قوة الحقيقة نفسها" (كرامة الإنسان، 1)، هذه الحقيقة التي في الله. لأن المعتقد المعاش يقود دائما إلى المحبة. المعتقد الأصيل لا يمكن أن يقود إلى الموت. صانع السلام هو متواضع وبار. إذا للمؤمنين اليوم دور جوهري، وهو الشهادة للسلام الذي يأتي من الله وهو عطية تمنح للجميع في الحياة الشخصية والعائلية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية (راجع: متى 5، 9؛ عب 12، 14). تقاعس الأناس الصالحين عليه ألا يسمح للشر بأن ينتصر. الأسوأ هو عدم فعل اي شيء.

 

هذه التأملات القليلة عن السلام والمجتمع وكرامة الإنسان، وعن قيم الأسرة والحياة، وعن الحوار والتضامن لا يمكن أن تبقى مجرد مثل عليا معلنة. بل يمكن ويجب أن تعاش. نحن في لبنان وهنا يجب أن تعاش. لبنان مدعو، الآن وقبل أي وقت مضى، أن يكون مثالا. أيها السياسيون والدبلوماسيون ورجالات الدين، ويا رجال ونساء عالم الثقافة، أدعوكم إذا أن تشهدوا بشجاعة، في وقته، وبالرغم من العراقيل المحيطة بكم، أن الله يريد السلام، الله يستودعنا السلام. "سلامي أعطيكم" يقول لنا المسيح (يو 14,27)! فليبارككم الله! شكرا!".

 

 

 

ميشال سليمان

سليمان خلال استقبال البابا في قصر بعبدا: توافقنا على تجنب التداعيات السلبية الممكنة لما يحصل حولنا وعلى تحييد بلادنا عن سياسة المحاور

 

رأى رئيس الجمهورية ميشال سليمان أنه "في هذه المرحلة المفصلية من حياتنا الوطنية، التي ينزلق فيها البعض من حولنا نحو منطق العنف ومخاطر التشرذم والتباعد الطائفي والمذهبي، وتسعى فيه الشعوب العربية، بتعثر، لتلمس مستقبلها وخياراتها الفضلى، فإننا على يقين، صاحب القداسة، أن زيارتكم للبنان ستساهم بإعادة البريق إلى وهج رسالته، وتسليط الضوء على موقعه ودوره الرائد وسط محيطه، كوطن للحوار والتلاقي والتوافق، وكنموذج حي ومركز دولي مرتجى، لحوار الحضارات والثقافات والديانات".

 

وأضاف خلال زيارة قداسة البابا بينيدكتوس السادس عشر لزيارة قصر بعبدا الجمهوري في مستهل يومه الثاني أن "العيش معا بالنسبة للبنانيين، ليس معادلة جامدة، بل تكامل إنساني بناء، وتفاعل فكري وثقافي منتج، وإغناء متبادل وانتماء، وهو في صلب فلسفة كيانهم الوطني، يستند إلى إرادة سياسية حرة ومتجددة، ويترجم على الصعيد العملي، في مشاركة جميع الطوائف والمجموعات المكونة للمجتمع، في إدارة الشأن العام، بصورة متكافئة ومتوازنة، وصولا إلى الدولة المدنية الضامنة لحقوق جميع المواطنين من دون تمايز أو تفاضل".

 

وتابع: "قداسة الحبر الأعظم، لقد توافقنا في لبنان على ضرورة تجنب التداعيات السلبية الممكنة لما يحصل حولنا من أحداث، وعلى تحييد بلادنا عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية، درءا للمخاطر، وحرصا منا على استقرارنا ووحدتنا الوطنية، من دون أن ننأى بنفسنا بطبيعة الحال، عن واجب التزام القضايا العربية المحقة، وعلى رأسها قضية فلسطين، وقرارات الشرعية الدولية، وكل شأن إنساني".

 

النص الكامل لكلمة الرئيس سليمان خلال اللقاء مع قداسة الحبر الأعظم:

 

 "يرتدي هذا اللقاء الجامع، في مشهديته ومقاصده، كما وفي رمزية المكان وخصوصية الزمان، أهمية استثنائية وبعدا تاريخيا مميزا.

 

تأتون إلى لبنان حاملين رسالة محبة وسلام، في خطى سلفكم الكبير الطوباوي يوحنا بولس الثاني، الذي أهدى اللبنانيين في العاشر من أيار 1997 إرشادا رسوليا، ملؤه الحكمة والرؤيوية والرجاء : "رجاء جديد للبنان"، وأكد فيه بعبارات ملهمة بأن "لبنان هو أكثر من بلد، أنه رسالة حرية وعيش مشترك للشرق والغرب".

 

في هذه المرحلة المفصلية من حياتنا الوطنية، التي ينزلق فيها البعض من حولنا نحو منطق العنف ومخاطر التشرذم والتباعد الطائفي والمذهبي، وتسعى فيه الشعوب العربية، بتعثر، لتلمس مستقبلها وخياراتها الفضلى، فإننا على يقين، صاحب القداسة، أن زيارتكم للبنان ستساهم بإعادة البريق إلى وهج رسالته، وتسليط الضوء على موقعه ودوره الرائد وسط محيطه، كوطن للحوار والتلاقي والتوافق، وكنموذج حي ومركز دولي مرتجى، لحوار الحضارات والثقافات والديانات، على ما دعوت إليه في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

لقد تعاهدنا منذ البدء، صاحب القداسة، على العيش معا، في كنف الدولة، في إطار نظام ديموقراطي يضمن حرية الرأي، ويسمح بالتداول الدوري والسلمي للسلطة، وقد جاء في المادة التاسعة من الدستور اللبناني "أن حرية الاعتقاد في لبنان مطلقة وبأن الدولة تحترم جميع الأديان والمذاهب وتكفل حرية إقامة الشعائر الدينية تحت حمايتها".

 

والعيش معا بالنسبة للبنانيين، ليس معادلة جامدة، بل تكامل إنساني بناء، وتفاعل فكري وثقافي منتج، وإغناء متبادل وانتماء، وهو في صلب فلسفة كيانهم الوطني، يستند إلى إرادة سياسية حرة ومتجددة، ويترجم على الصعيد العملي، في مشاركة جميع الطوائف والمجموعات المكونة للمجتمع، في إدارة الشأن العام، بصورة متكافئة ومتوازنة، وصولا إلى الدولة المدنية الضامنة لحقوق جميع المواطنين من دون تمايز أو تفاضل.

 

هذا جوهر ما توافقنا ميثاقيا عليه، وما نعمل دوما على تطوير صيغته وترسيخ ركائزه من طريق التفهم والتفاهم والحوار، بالرغم مما يعترضنا أحيانا من عثرات ويصيبنا ظرفيا من كبوات.

 

نعلم قداسة الحبر الأعظم، أن لا مصالح اقتصادية أو مادية للكرسي الرسولي، في رسم سياساته وتوجهاته، بل حرص موضوعي وغيور على الخير العام وعلى كرامة الإنسان وهنائه.

 

لذا تحمل رسالتكم إلى لبنان، وانطلاقا منه إلى المنطقة بأكملها، بمسيحييها وبمسلميها، وبجميع مكوناتها الدينية والطائفية والاجتماعية، وإلى المنتشرين اللبنانيين والمشرقيين في كل أصقاع الدنيا ورحابها، مضمونا نقيا منزها عن الأطماع والأهواء، وخصوصا من خلال الإرشاد الرسولي للسنيودوس الخاص لمجمع الأساقفة من أجل الشرق الأوسط، الذي وقعتم عليه بعد ظهر البارحة، وهو إرشاد يحمل من المضامين والتوصيات والعبر ما يصلح أن يكون نبراسا وهاديا إلى زمن بعيد آت، وخريطة طريق للمسيحيين المشرقيين ولكل سالك لطريق الشراكة والمحبة والعدالة والسلام.

 

من هذا المنطلق نضع تجربتنا اللبنانية الفريدة، تحت نظركم الكريم، وهي تجربة لم تنل منها الصعاب التي امتحنت إرادتنا بالعيش معا، خلال العقود المنصرمة، وإن كانت التحديات ما زالت تعترض مسيرتنا الوطنية، في عالم متقلب ومتداخل، ومن بين هذه التحديات، العمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 بكل مندرجاته، وثني إسرائيل عن خروقاتها وتهديداتها المتمادية ضد لبنان، ومواجهة خطر الإرهاب والدسائس والفتن، والحؤول دون أي شكل من أشكال توطين اللاجئين الفلسطينيين على أراضينا،ليس فقط لتعارض التوطين مع أحكام الدستور اللبناني، ومع مقتضيات وفاقنا الوطني، بل كذلك لتناقضه أساسا مع حق هؤلاء اللاجئين الطبيعي في العودة إلى أرضهم وديارهم الأصلية، إضافة إلى ضرورة تحقيق التنمية المتوازنة، وحماية البيئة، وتوفير فرص عمل للمواطنين، ولا سيما منه فئة الشباب ، لتعزيز محفزات تمسكهم بأرضهم وهويتهم وتراثهم.

 

ويرتدي دعمكم للبنان في هذا الظرف بالذات صاحب القداسة، أهمية قصوى، لما تمثلونه ويمثله الكرسي الرسولي من مكانة روحية سامية ومن سلطة معنوية مؤثرة.

 

كذلك سرنا أن يكون مجلس الأمن الدولي، ومن بعده مجلس الاتحاد الأوروبي، والعديد من المرجعيات الروحية والدول، أشادوا بالدعوة الى استئناف أعمال هيئة الحوار، "وبإعلان بعبدا" الذي أعاد تأكيد وصوغ مرتكزات وفاقنا الوطني، وأكدوا دعمهم لكل ما يعزز فرص الاستقرار.

قداسة الحبر الأعظم، لقد توافقنا في لبنان على ضرورة تجنب التداعيات السلبية الممكنة لما يحصل حولنا من أحداث، وعلى تحييد بلادنا عن سياسة المحاور والصراعات الإقليمية والدولية، درءا للمخاطر، وحرصا منا على استقرارنا ووحدتنا الوطنية، من دون أن ننأى بنفسنا بطبيعة الحال، عن واجب التزام القضايا العربية المحقة، وعلى رأسها قضية فلسطين، وقرارات الشرعية الدولية، وكل شأن إنساني.

 

من هنا إيلاؤنا كل اهتمام ورعاية ممكنة، لعشرات آلاف النازحين السوريين الذين وفدوا إلى الأراضي اللبنانية، نتيجة خوف أو حاجة أو ضيق. كذلك أعلنا منذ البدء أن لبنان يتمنى للشعوب العربية الشقيقة، وللشعب السوري بالذات، ما تريده لنفسها من إصلاح وحرية وديموقراطية، وأن تتمكن من تحقيق مطالبها المشروعة بالطرق الحوارية والسياسية المناسبة، بعيدا من أي شكل من أشكال العنف والإكراه.

 

إلا أن هذه الديموقراطية، على ما يفترض أن توفره من استقرار وهناء، لا يمكنها أن تستقيم وتترسخ، من منظار المنطق والعدل، إذا لم يتيسر لها تحقيق المستلزمات الآتية:

 

أولا: إشراك المكونات البشرية والحضارية المتنوعة للعالم العربي، ومن بينها المكون المسيحي المتجذر في هذا الشرق منذ أكثر من ألفي سنة متتالية، في الحياة السياسية وفي إدارة الشأن العام، بصرف النظر عن النسب العددية، على قاعدة المواطنة والتنوع من ضمن الوحدة. كما أشرت إلى ذلك في كلمتي أمام القمة العربية في بغداد بتاريخ 29 آذار الفائت، فتطمئن هذه المجموعات المكونة للذات العربية بمختلف أبعادها الثقافية والفكرية إلى وجودها وحضورها وتساهم بصورة أفضل في نهضة وتقدم بلدانها.

 

ثانيا: تحقيق العدالة الاجتماعية، والتزام الحريات العامة وحقوق الإنسان، ومن ضمنها حقوق المرأة، وإعطاء الشبيبة دورها وحقها في عملية صناعة القرار.

 

ثالثا: الالتزام بصورة أكثر عمقا وتبصرا بموضوع الحوار بين الحضارات والثقافات والديانات، بما في ذلك الحوار بين الطوائف والمذاهب، على قاعدة الاحترام المتبادل في وجه محاولات التفرقة بعيدا عن منطق التقوقع أو التصادم والغلبة.

 

رابعا: دفع المجتمع الدولي إلى فرض حل عادل وشامل لكافة أوجه الصراع العربي الإسرائيلي ولقضية فلسطين، بما في ذلك مسألة الوضع الخاص لمدينة القدس وللأماكن المقدسة، وفق جدول زمني ملزم محدد، يحول دون تكريس أي أمر واقع يهدف إلى إقامة المستوطنات غير الشرعية وتهويد القدس وتكريس الاحتلال. ومثل هذا الحل، لا يمكن أن يكتسب صفة الثبات، إذا لم يستند إلى القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومرجعية مؤتمر مدريد، والمبادرة العربية للسلام التي أقرت في بيروت منذ عقد من الزمن.

 

وتبقى القدس دائما وأبدا في وجداننا، زهرة المدائن، ومدينة السلام ونقطة الجذب التي من المفترض أن يستقيم فيها العدل، فتسير إليها جميع الشعوب المؤمنة وتلتقي، على قاعدة الألفة والمحبة والإيمان، في حضرة الإله الواحد الأحد.

 

قداسة الحبر الأعظم، في وجه المآسي والمحن، وعند كل امتحان للطباع والإرادات، بإمكان المرء أن يتفرج ويتنحى جانبا، أو أن يهرب ويبتعد، أو أن ينخرط بشجاعة في الحركة التضامنية الكريمة، من أجل بلسمة الجراح، وإعادة بناء ما تهدم، ووصل ما انقطع، أو مواساة من أصابه سوء أو ضرر.

 

دعوتي إلى المواطنين، وإلى فئة الشباب منهم بشكل خاص، في حضوركم وبمباركتكم صاحب القداسة، إلى ألا ينزلقوا يوما نحو الانكفاء أو الانعزال أو التطرف، بل أن يقدموا على العمل الهادف لتثمير مواهبهم وخدمة الخير العام، وأن يلتزموا دوما روح الانفتاح والعطاء التي تميزهم، وأن يحافظوا على إيمانهم وذواتهم الإنسانية، وعلى مجمل القيم الروحية والعائلية التي سمحت لهم بأن يغالبوا الصعاب وأن يفوزوا بالكثير من نعم الله، فيبقى لهم ومعهم لبنان، واحة لحوار الأفكار والقلوب، ومنارة فكر إيجابي، وجسر تواصل وتكامل، ورسالة حرية وعيش مشترك للشرق والغرب.

 

ومع ذلك فإننا نعي أن الديموقراطية والعدالة والسلام واحترام الرأي الآخر، وروح المحبة والحوار، هي ثقافة قبل كل شيء، ونهج تفكير وحياة، وهي مسؤولية تربوية وإعلامية ومجتمعية تقع على عاتق القيادات والهيئات الروحية والزمنية على السواء، في عالم مترابط بات يغلب عليه الشك والاضطراب، فيما تتعثر فيه الجهود الهادفة إلى إقامة نظام سياسي واقتصادي عالمي جديد أكثر عدلا وإنصافا والتصاقا بالقيم.

يشرفنا قداسة الحبر الأعظم أن نرحب بكم تكرارا، وأن نصغي بإمعان إلى الرسالة المحورية التي رغبتم في توجيهها من هذا الموقع بالذات، غداة توقيعكم على الإرشاد الرسولي. عشتم، عاش الكرسي الرسولي وعاش لبنان".

 

 

الرئيس الجميّل: زيارة البابا زيارة رجاء ونبذ التطرف من أي جهة أتى وحزب الكتائب مارس الكثير من مناشدة البابا للبنانيين ولمسيحيي الشرق وهو كان أول من عمل على الأرض في سبيل الحوار

 

اعتبر رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميّل ان زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر للبنان متعددة الرسائل. وأشار إلى انها زيارة رجاء للشعب اللبناني والمنطقة ككل وزيارة نبذ التطرف من أي جهة أتى والدعوة إلى الحوار والسلام على صعيد المنطقة.

 الرئيس الجميّل اعترف عبر LBC بوجود تقصير بتحقيق الارشاد الرسولي الأول المخصص للبنان من قبل الاكليروس ومن قبل المدنييين، لافتا الى انه ينطوي على مبادىء وخارطة طريق مهمة جدا من المفروض العودة اليه واذا ما طبقنا ما جاء فيه فهذه خطوة كبيرة الى الامام ويجب الا نتجاوزه. 

الرئيس الجميّل توقف ايضا عند الارشاد الرسولي الثاني، مؤكد انه ينطبق اكثر على المرحلة الراهنة وما نشهده من ثورات عربية وهو اشمل من لبنان الذي هو جزء لا يتجزأ من هذه المنطقة ويملك دورا رياديا، معتبرا انه وبقدر ما يقوم المسيحي اللبناني بدوره لجهة الانفتاح بقدر ما يساعد على الحوار الحقيقي بين كل شعوب الشرق الاوسط.

 

الرئيس الجميّل وردا على سؤال شدد على ان حزب الكتائب مارس الكثير من مناشدة قداسة البابا للبنانيين ولمسيحيي الشرق وكان اول من عمل فعليا على الارض في سبيل الحوار والدور الذي لعبه معروف على صعيد استمرار التواصل بين اللبنانيين الذي ادى الى استمرار هيئة الحوار في قصر بعبدا .

 

وذكر ايضا الرئيس الجميّل بمبدأ الحياد الايجابي الذي عمل لاجله حزب الكتائب والذي اقر باعلان بعبدا، مشيرا الى ان دعوة الكتائب كانت دائمة  للبنانيين وللمسيحيين بصورة خاصة للقاء وعدم قطع شعرة معاوية وابقاء الجسور بين بعضهم البعض، مؤكدا الاستمرار في هذه الممارسة عبر اخذ القوة من الارشاد الرسولي ومن زيارة البابا التي شاركت فيها كل الطوائف والاديان وهذا حافز جديد لنشدد على ضرورة التواصل واللقاء مع الاخر لان ذلك من مصلحة لبنان والسلام والاستقرار فيه.

 

 

قزي: الغائب الاكبر والحاضر الاكبر في هذه الزيارة هو بشير الجميّل وليؤاخذنا البابا لانه سرق الاضواء من 14 ايلول ذكرى اغتيال بشير رئيس ال 10452 شهيد وشهيد ال 10452 كلم²

 

وصف نائب رئيس حزب الكتائب سجعان قزي زيارة البابا بنيديكتوس السادس عشر بالاستثنائية. واعتبر عبر LBC ان البابا اتى ليعطينا ثقة وعندما اتى الى لبنان اعطيناه نحن ثقة فينا واثبتنا ان لا خوف على مسيحيي لبنان لانهم اقوياء، معتبرا ان الصورة الجامعة التي اعطاها اللبنانيون اليوم من كل الطوائف اعطت صورة عن لبنان الحقيقي، متمنيا ان تدوم.

 

ولفت الى ان البابا تكلم في خطاباته عن القيم وعما يجب ان تكون الشعوب العربية، مشيرا الى اننا بحاجة الى مؤمنين جدد نظرا لما هناك من سوء فهم للدين الحقيقي ولا سيما في العالم الاسلامي، مشددا على ان  ايا من الدول الاسلامية لاتحكمها الشريعة او القرآن والدول التي تدعي انها تُحكم باسم الشريعة هي دول تحكم باسم تأويل الشريعة وتأويل القرآن لذلك فان القرآن برىء مما يتخذ احيانا باسمه كذلك فان الشريعة بريئة مما تحمله من تفسيرات وتأويلات تكون باغلبية الاحيان لمصلحة الحكام.

 

قزي توقف هنا عند الفبلم المسيء للاسلام، مشيرا الى ان هذا الفيلم سبقته افلام كثيرة عرضت في اوروبا تسيء الى الدين المسيحي ولكن ردة فعل المسيحيين لم تكن عنفية بل سياسية سلمية من دون احراق سفارات، معتبرا ان الدول بريئة من تصرفات الافراد وقال: انا ابرّئ اميركا ولكن لا ابرّئ ناشري هذا الفيلم لان توقيت نشره جاء يوم 11 ايلول يوم الاعتداء على البرجين العالميين في نيويورك وعشية مجيء البابا للبنان الذي جاء ليحمل الطمأنينة .

 

وراى ان اهم محطة من محطات زيارة البابا هي لقاؤه مع الشبية التي تشكل نواة المستقبل وهنا الوزنة التي ستصبح وزنات كما قال، معتبرا ان حديث البابا مع الطبقة السياسية لا يمكن ان ينقذ لبنان انما ما ينقذ هذا البلد هو الحديث الى الشبيبة التي يجب ان تنخرط بالعمل الحزبي والوطني، مضيفا: انا لا اعني الانقلاب على الدولة انما الانخراط في المؤسسات والجمعيات والاقسام، فلتقتحم الشبيبة وتتسلم المسؤوليات وتكون مسؤولة عن مستقبل البلاد.

 

ودعا شباب لبنان الى عدم الخوف من الانقسامات الموجودة انما ان يخافوا من تهميشهم عن المسؤوليات، ملاحظا هجرة للشباب المقيم عن الدولة اللبنانية وشدد على استحالة ان نرجو الخلاص والامل والتغيير خارج اطار وصول الشباب الى السلطة. 

قزي اعتبر ان الغائب الاكبر والحاضر الاكبر في هذه الزيارة هو بشير الجميّل. وقال: فليؤاخذنا البابا لانه سرق الاضواء من 14 ايلول ذكرى اغتيال بشير رئيس ال 10452 شهيد وشهيد ال 10452 كلم.

 

سمير جعجع

زيارة البابا خطوة تاريخية وستعطي نفس الربيع العربي الحقيقي... جعجع: الزيارة تشكل طمأنة كبيرة جدا بعد الأسئلة التي طرحت عن مصير المسيحيين ووجودهم في الشرق

 

رأى رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع أنه بوجود البابا بنديكتوس السادس عشر في لبنان لم يعد هناك خطر امني، مضيفا أن زيارته خطوة تاريخية أكثر منها سياسية، وأتت في مرحلة مهمة وحساسة في ظل الظروف التي تتعلق بلبنان والشرق الأوسط وبالربيع العربي.

 

وأضاف عقب خروجه مع عقيلته النائب ستريدا جعجع من القصر الجمهوري: "ان زيارة الحبر الأعظم ستعطي نفحة ونفس الربيع العربي الحقيقي وستشيع أجواء من الطمأنينة"، موضحا انه ليس في كل سنة يكون لنا حدث مثل هذا الحدث المهم وان تقوم الدولة اللبنانية باستقباله، ولافتا الى أن البابا تحدث عن حوار كبير ومطلق بين جميع الأطراف ونحن معه.

 

وكان للنائب جعجع مداخلة اذ قالت: "ثمة شعور لا يوصف في المرة الماضية عام 1997 كنت وحيدة في استقبال البابا يوحنا بولس الثاني واليوم كم الفرحة كبيرة لإستقبال البابا بنديكتس السادس عشر معاً".

 

من جهته تابع الدكتور جعجع: "المسيحيون يمرون بمخاطر كبيرة جدا وعليهم الاستعداد لمواجهة هذه المخاطر وليس الهروب، البابا جاء سنة 1997 واعطى جرعة امل حيث كان الامل مفقود، والبابا الحالي والزيارة الحالية تضيف الأمل فوق الأمل، وبرأيي مجرد وجود قداسة البابا اعطى الرسالة التي نريدها، وهذه الزيارة تاريخية اكثر من انها سياسية واجتماعية، وكل الذين يريدون اجوبة أجابهم الحبر الأعظم عليها بمجرد ان وطأت رجله ارض المطار ليطمئن جميع اللبنانيين". 

وعلى هامش اللقاء سجلت مصافحة وصفت بـ"الحارة" بين الدكتور سمير جعجع والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وسجل حديث دام لمدة سبعة دقائق بينهما، كما وسجلت مصافحة بين الدكتور جعجع والمفتي قباني حيث دعاه الاخير الى الغذاء الا أن جعجع اعتذر عن ذلك بسب الظروف الأمنية، كما وسجلت دردشة بين بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس لحّام وجعجع

 

 

سعد الحريري

الحريري وجه رسالة لقداسة البابا: نتطلع معكم الى غد مشرق في المنطقة يسوده السلام والعيش الواحد في اجواء الحرية ليتحقق معها النداء الذي رفعتموه "لا تخافوا" فالحرية ضمانة الجميع

 

وجه الرئيس سعد الحريري رسالة إلى البابا بينيدكتوس السادس عشر لمناسبة زيارته الحالية إلى لبنان، في ما يلي نصها:

 

"قداسة البابا بينيدكتوس السادس عشر،

إن زيارة قداستكم إلى لبنان، التي كانت موضع ترحيب وتجاوب شاملين من قبل الشعب اللبناني، هي حدث يلتقي مع التحولات التاريخية التي تشهدها المنطقة. وهي تؤسس لوضع جديد نرجو أن تظهر مفاعيله الإيجابية في المستقبل.

لقد حيَّيتم مستقبليكم بعبارة "سلامي أعطيكم". فأنتم رسول السلام، جئتم إلى الشرق عبر لبنان بالذات، لتقولوا الكلمة المطمئنة للجميع، في هذه المرحلة المفصلية. تطمئنون اللبنانيين إلى القيمة الإنسانية الرائدة لبلدهم، وأهمية أن يكون التوازن اللبناني الشهير نموذجا لكل سكان المنطقة والعالم بأسره، كما قلتم. وفي ذلك ما يشكل، من قِبل الموقع السامي الذي تمثلونه، صوناً للقيم اللبنانية في الحرية والديمقراطية والاعتدال واحترام الآخر والعيش معا.

وفي الوقت نفسه، إنكم أيضا تطمئنون المجموعات الأخرى في المجتمعات العربية التي يراودها القلق جراء التحولات الهامة في بعض بلدان المنطقة، والتي حييتم صرخة الحرية فيها، داعين إلى تحاشي العنف.

فناديتم باحترام الحريات كلها، وفي طليعتها حرية المعتقد وضرورة سعي الجميع لاكتشاف الرغبة الإلهية في تناغم العائلة البشرية.

إن ما تدعون إليه، يا صاحب القداسة، اليوم بالذات، ومن لبنان الذي امتُحن لسنوات طويلة وبقي متمسكا بالثوابت، يلتقي مع القيم والمبادئ التي ندعو لها قولا وممارسة، وفي مقدمها حرية المعتقد والرأي واحترام الآخر والاعتدال والعيش المشترك بين مختلف الأديان، وهو ما يتلاقى أيضا مع التطلعات المشروعة التي يهدف إليها الأحرار في كل مكان وزمان.

وإني لواثق بأن زيارتكم الكريمة والمواقف المطمئنة التي صدرت عنكم، سوف تكون محطةً صلبة في تاريخ لبنان والمنطقة، وتؤشر إلى صوابية الطريق التي اختارها اللبنانيون منذ عقود، والتي سيسير عليها بعد اليوم أبناء الشعوب الأخرى في المنطقة.

وإذا كانت الظروف قد حالت دون مشاركتي في استقبال قداستكم على أرض لبنان الحبيب، فإني إذ أعبّر لكم، باسمي واسم من أمثل، عن مشاعر الفرح والأمل والتفاؤل التي رافقت مراحل زيارتكم، لنتطلع معكم يا صاحب القداسة، إلى غد مشرق في هذه المنطقة، التي هي مهد الأديان السماوية، يسوده السلام، السلام العادل والعيش الواحد بين أبناء الأديان والطوائف المختلفة، في أجواء الحرية التي هي خير صيغة وأسلوب حياة للمجموعات المتنوعة، ليتحقق معها ذلك النداء الذي رفعتموه "لا تخافوا". فالحرية هي ضمانة الجميع، وهذا ما دعوتم إليه، وما نؤمن به معكم.
 

__وصلات __

تقديم رسالة إلى الإدارة، فقط إذا أردتم أن تساهموا كمناضلين أو كداعمين مع معرفة هويتكم أو بدونها.

___________

 يمكنك اختيار الموقع بالفرنسية أو بالانكليزية بالنقر على العلم الملائم.

العنوان العالمي الالكتروني الوحيد وهوا الصفحة الأولى للتجمع:
http://www.lebanese-transparent-democracy.org

عنوان إدارة التجمع الوحيد للبريد الالكتروني :
webmaster@lebanese-transparent-democracy.org

اسم التجمع على الصفحات الفرنسية:
Association pour la Démocratie Forte Transparente au Liban -ADFTL


اسم التجمع على الصفحات العربية:
التجمع الديمقراطي القوي الشفاف في لبنان (تدقشل)

اسم التجمع على الصفحات الانكليزية:
Lebanese Strong Transparent Democracy Organization -LSTDO
______________

_الصفحة الأولى للتجمع الديمقراطي القوي الشفاف في لبنان_