التجمع الديمقراطي القوي الشفاف في لبنان      الصفحات الرئيسية     عربي      فرنسي     إنكليزي
webmaster@lebanese-transparent-democracy.org
http://www.lebanese-transparent-democracy.org/ar/indexar.html
مواقف التجمع حول الأحداث اللبنانية الخطيرة.
< أشتغل لتأخير الموت وتحسين مستوى حياة كل إنسان عند جميع الشعوب >

في 1 ايلول 2012.  سمير جعجع في ذكرى شهداء وضحايا القوات اللبنانية.

http://www.lebanese-transparent-democracy.org/ar/12ar/ar-actu-120901.htm

 

موقف التجمع:

 

شهداء القوات اللبنانية وقوى الحفاظ على الاستقلال والديمقراطية وضحايا مجازر آل الأسد من المدنيين اللبنانيين، كلهم كانوا وسيبقون في ذاكرة الأحياء الفينيقيين لنَثبَتَ في الدفاع عن حقوق الشعوب.

من الاعلام :

التجمع الديمقراطي القوي الشفاف في لبنان، ليس مسؤول وليس منتج للمعلومات المعروضة أدناه، وهيَ تعبّرْ عن رأي المنتج فقط، وهدف عرضها هوَ لدفع المواطن للتفكير كيف يحمي حقوقه في هذا الكون الفاسد. نقول أن الديمقراطية الشفافة المنفصلة عن الأديان والعنصرية ستساعد إلى عالم أرحم.

 

جعجع في ذكرى شهداء المقاومة: لم يكن مسيحنا متردداً متفرجاً بل في نصرة الضعيف وانها فرصتنا لطرد اللصوص

 

أكّد رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع أنه "إذا كان نظام الأسد قد عاث خراباً وفساداً في لبنان لعقود طويلة، فهذا لا يعني استعداء الشعب السوري او سوريا، اذ علينا ان نميز ما بين سوريا الأسد وسوريا الشعب والوطن"، مشدداً على "ضرورة التحضير لإزالة آثار العدوان الأسدي على العلاقات اللبنانية- السورية"، مطالباً باعتبار المجلس الأعلى اللبناني- السوري ومعاهدة "الأخوة والتعاون والتنسيق"، وكل المعاهدات والاتفاقات والمجالس والهيئات المشتركة التي اقرت أو اقيمت في مرحلة الوصاية باطلة وكأنّها لم تكن".

 

وتطرق الى مصير المسيحيين في الشرق، فقال " ليس تاريخ المسيحيين من تاريخ الدكتاتوريات في الشرق، أو أنه بدأ معها وسينتهي معها، أو كأننا أتينا الى هذا الشرق مع معمر القذافي أو حافظ الأسد وسنرحل مع بشّار الأسد، بل إنّ تاريخ المسيحيين طويل ضارب في هذا الشرق وآثارنا ظاهرة جليّة لمّاعة برّاقة، على مر العهود والأزمنة: علوم وآداب وعمران وحضارة، ونور وثقافة ورجال فكر ودولة، وبطولة وشهادة ومقاومة". وذكّر المسيحيين بأنه " لم يكن مسيحنا يوماً متردداً خائفاً جباناً، أو متخاذلاً متفرّجاً لامبالياً، بل كان دائماً في نصرة الضعيف، والمقهور والمضطهد، لم يكن يوماً مع الظالم بل دائماً أبداً مع المظلوم، فلا ننكرنّه من جديد، ولا نصلبنّه مرة أخرى."

 

وطمّأن جعجع اللبنانيين بأنها "عتمة ربع الساعة الأخير قبل انبلاج الفجر، اذ إنّ كل ما نعيشه اليوم عائد الى تحكّم زمر بالسلطة في لبنان لم يكن يوماً بناء الدولة الفعلية هدفاً من أهدافها، ولا شؤون اللبنانيين وشجونهم في صلب اهتماماتها، ولا هم الشباب اللبناني ومستقبلهم يأكل في صحنها، وإنّ محور اهتمام وعمل الأكثرية الحكومية الحالية هو "الصمود والتصدي والمقاومة والممانعة" على طريقة ما كان يقوم به الوزير والنائب السابق ميشال سماحة، وما قامت به مجموعات مسلّحة من خطف وقطع طرقات، وتهديد ووعيد، وعلى طريقة كلّ ما جرى ويجري في المؤسسات الرسمية والإدارات العامة منذ انقلاب القمصان السود وحتى الساعة"، مؤكداً انه "لا خلاص لنا في لبنان إلاّ بالعودة الى ربيع بيروت."

 

واذ شدد على ان "المستقبل لنا وهو بين أيدينا"، لفت جعجع الى ان "ما يفصلنا عن الانتخابات النيابية العامة أشهر معدودة، فلنعقد النيّة على الخروج من واقعنا الحالي المهترىء المتهاوي الفاسد المتلاشي، ولنذهب الى صناديق الاقتراع، وليكن اقتراعنا لا لا ، ونعم نعم."

 

وحّذر "انّ التشكي والنواح والبكاء على الأطلال لا يطعم خبزاً، ولا يفرض قانوناً، ولا ينعش اقتصاداً ولا يؤمّن كهرباءً وماءً، ولا يعالج فساداً أو غلاءً"، مشيراً الى وجوب تحمّل الجميع المسؤولية في صناديق الاقتراع، "ولنطرد خارجاً لصوص الفساد، والعتمة، والكذب، والرياء، والدجل، والفوضى، وعدم الكفاءة والفشل، فلنطرد خارجاً من يشلّ الدولة لصالح الدويلة، إنّها فرصتنا الذهبية، والحاجة ملحّة، والوطن ينادي: لبّيك لبنان!"

 

ودعا الحكومة اللبنانية الى تشكيل خليّة أزمة حكومية لمتابعة ملف مئات اللبنانيين المخطوفين في سجون النظام بالذات وأقبيته، منذ عشرات الأعوام كما شكلت خلية أزمة حكومية لمتابعة ملف أحد عشر لبنانياً خطفوا منذ نحو ثلاثة أشهر في أعزاز سوريا.

 

ورأى أنه "سقط القناع وظهرت جليّاً دوافع هؤلاء للتحالف مع النظام السوري، والتي كانت تغطّى بزيارات راعوية الى براد، بعيداً عن كل الطروحات والمبادىء والتصريحات والشعارات، سقط القناع، وتأكّد المؤكّد بأنّ شهداءنا سقطوا حقّاً من أجل القضيّة، كما تأكّد بأنّ الآخرين يعيشون فعلاً من دون قضيّة!"

 

كلام جعجع جاء عقب القداس السنوي لشهداء المقاومة اللبنانية الذي أُقيم هذا العام لدواعٍ أمنية في معراب تحت شعار "بشهدائنا مستمرون وعلى محاولات الغدر متمردون"، في حضور رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل ممثلاً بنائب رئيس الحزب شاكر عون، الرئيس سعد الحريري ممثلاً بالنائب نهاد المشنوق، الرئيس فؤاد السنيورة ممثلاً بالنائب عمار الحوري، رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط ممثلاً بالنائب نعمة طعمه، ممثل تيار المستقبل وامين عام التيار احمد الحريري نائب رئيس تيار المستقبل انطوان اندراوس، والنواب: جورج عدوان، ستريدا جعجع، ايلي كيروز، فادي كرم، جوزف معلوف، طوني بو خاطر، شانت جنجنيان، جان اوغاسبيان، انطوان سعد، احمد فتفت، رياض رحال، هنري حلو، روبير غانم، نبيل دو فريج، ميشال فرعون، ايلي ماروني، كاظم الخير، أمين وهبه، جمال الجرّاح، سمير الجسر، سيبوه كالبكيان، فادي الهبر، خضر حبيب، دوري شمعون، نديم الجميّل، قاسم عبد العزيز، زياد القادري، نضال طعمه، عاصم عراجي، عاطف مجدلاني، ايلي عون، باسم الشاب، سيرج طورسركيسيان، معين المرعبي، وقائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلاً بالعقيد دانيال دعبوس، ومدير عام قوى الامن العام اللواء اشرف ريفي ممثلاً بالعقيد فؤاد الخوري، بالإضافة الى الوزراء السابقين: سليم وردة، حسن السبع، ريا الحسن، روجيه ديب، جيرار توفنكجيان، شارل رزق، يوسف سلامة، ابراهيم نجار، وطوني كرم، والنواب السابقين: عزام دندشي، محمود المراد، غبريال المر، جورج قصارجي، صلاح حنين، احمد فتّوح، حسن الحسّان الرفاعي، بيار دكاش، مصطفى علوش، صولانج الجميّل، نايلة معوض، حبيب حكيم، ورؤساء الأحزاب: رئيس حركة التغيير ايلي محفوض، رئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات، رئيس حزب السلام روجيه إده، ممثل حركة التجدد الديمقراطي كميل زياده، عضو الامانة العامة لقوى "14 آذار" ميشال مكتف، امين عام حزب الوطنيين الاحرار الياس ابو عاصي، ممثل رئيس لقاء الاعتدال المدني مصباح الأحدب السيد عمر مراد، رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، امين عام حركة اللبنانيين الارمن الاحرار العميد المتقاعد ناريك ابراهيميان، امين عام قوى 14 آذار د. فارس سعيد، أمين سر حركة اليسار الديمقراطي الياس عطالله، رئيس اللجنة المركزية لحزب الرامغفار مارديروس جامكوجيان، رئيس حزب الطاشناق هوفيك مختاريان ممثلاً بالسيد آفو كيدمينيان، رئيس اللقاء المستقل نوفل ضو، رئيس الحركة اللبنانية الحرة بسام خضر آغا، فضلاً عن باتريسيا الجميّل زوجة الشهيد بيار الجميّل ،ممثل عائلة الشهيد انطوان غانم: توفيق غانم، ممثل عائلة الشهيد وليد عيدو زاهر وليد عيدو، ماري حبيب ممثلة عائلة الشيخ فريد حبيب، السيدة روز الشويري، مستشار الرئيس الحريري د. داوود الصايغ، وحشد من الشخصيات السياسية والدينية والاعلامية والنقابية والاقتصادية والاجتماعية ورؤساء بلديات ومخاتير ومحازبين.

 

واستهل جعجع كلمته بالقول:" إذا كان سلاح المواجهة والموقف زينة الرجال، فإنّ رصاص الغدر شيمة الجبناء الأنذال. إرهابكم لا يرهبنا، رصاصكم لم يرعبنا، والأيام طويلة بيننا. يا أشباه الرجال ولا رجال، طالما أنتم في غدركم مستمرون، فنحن على محاولاتكم متمردون. نحن أحرار هذا الشرق وأنتم أشراره، نحن نوره وأنتم نيره، مهما حاولتم، مهما جرّبتم، مهما غدرتم، مهما خطفتم، مهما فجّرتم، فنحن في المواجهة باقون. حيث لا يجرؤ الآخرون باقون، حتى تحقيق أهدافنا كلّها باقون. إنّ الثعالب الى أوجرتها نهائيا ستعود، وللقضية ولبنان وشهدائنا الأبرار المجد والحرية والخلود."

 

وأضاف " نلتقي هذا العام، وقد انتصر التاريخ لشهدائنا وللقضية. اربعة عقود من الكذب، والباطنية، والافتراء، والتضليل حتى كدنا نصدّق أننا نحن الكفار والعملاء والجلادون، وأنّهم هم الوطنيون، والأتقياء، وطلاب الأمن والسلام، حتّى انكشفوا على حقيقتهم. انكشفوا على حقيقتهم في سوريا يقضون على الأبرياء رجالاً، عجزاً، نساءً وأطفالاً، ويدمّرون المدن والقرى ، كما كانوا يفعلون عندنا. وضبطوا بالجرم المشهود في لبنان، يرسلون المتفجّرات وعبوات الموت بأهداف شيطانية قاتلة. تعددت وسائل القتل والإرهاب وطرقها، لكنّ المصدر واحد. إنّه نظام السجون والقبور، محور الشر الفعلي، رأسه في دمشق، وأذنابه في لبنان"، سائلاً "هل رأيتم الآن من هم "التكفيريون الفعليون"؟ ومن هي " القاعدة" في لبنان؟ هل أدركتم المعنى الحقيقي لمعاهدة " الأخوة والتعاون والتنسيق"؟ هل لمستم ما كان يقصد دائماً " بوحدة المسار والمصير"؟ أين هي النظرية الأبدية الأزلية لأتباع النظام السوري في لبنان، والتي فرضوها علينا لعقود وعقود، بأنّ النظام السوري ضرورة للبنان، للحفاظ على سلمه الأهلي، وللحفاظ على وحدة لبنان ومنع تقسيمه؟ أين هي هذه النظرية بعد كلّ الذي انكشف، وأين هم أصحابها؟ سقط القناع، بل سقطت الأقنعة، وانتصر شهداؤنا. هل رأيتم بوضوح ما هو بالفعل " حلف الأقليات"؟ وهل هي صدفة أن يكون أكثر من نظّر لحلف الأقليات ومصلحة المسيحيين فيه، هو من حمل بيديه مباشرةً، متفجرات لضرب الأكثريات بالأقليات، وتفجير لبنان من الداخل على رؤوس الأقليات والأكثريات؟ هل رأيتم ماذا يعني بالفعل محور الصمود والتصدي والمقاومة والممانعة؟"

 

وشدد على أنه " إنّه، عرضاً وظرفياً، مقاومة وممانعة إسرائيل، لكنّه يومياً، وبالفعل، مقاومة وممانعة حقوق الإنسان، والحريات، وانفتاح المجتمع وتقدّمه، وكل ما هو أمن واستقرار وقيام دولة فعلية في لبنان، يصح أن يكون شعار الفريق الآخر حقاً " النظام السوري اولا"، لافتاً الى "انّ ما تشهده طرابلس ما هو الا حلقة من حلقات الممانعة والمقاومة، وما عمليات الخطف التي حدثت وتحدث، ولو بعناوين براقة، إلاّ حلقة اخرى من المسلسل نفسه، وكله بهدف واحد: خلق اكبر عدد ممكن من بؤر التوتر والأحداث لتخفيف الضغط ما أمكن عن النظام السوري. لقد وضعوا استقرار لبنان وأمنه في خدمة هذا الشعار، كما لقمة عيش اللبنانيين، وكهرباءهم، وماءهم، وأجورهم، وكرامتهم، ومصالحهم الحيوية في لبنان والخارج. سقط القناع وانتصر شهداؤنا. يبقى أنّه علينا كلبنانيين أن نجهد لتنقية أجوائنا من كل التلوث الفكري الذي احدثه هذا المحور على مدى العقود الماضية، من مفاهيم مغلوطة، ومعادلات ملغومة، ومفردات مصطنعة، من " حلف الأقليات" و "شعب واحد في دولتين"، الى الصمود والتصدي والممانعة والمقاومة. وكان الله يحب المحسنين..."

 

وتابع "إذا كان نظام الأسد قد عاث خراباً وفساداً في لبنان لعقود طويلة، فهذا لا يعني استعداء الشعب السوري او سوريا. علينا ان نميز ما بين سوريا الأسد وسوريا الشعب والوطن. إنّ علاقات ممتازة بين لبنان وسوريا لا تبنى على تقاطع مصالح معينة بين فئة في سوريا ، وبين بعض الأشخاص والأطراف في لبنان، بل يجب ان تقوم على اساس آمال وتطلعات ومصالح الشعبين اللبناني والسوري. من هنا ضرورة التحضير لإزالة آثار العدوان الأسدي على العلاقات اللبنانية- السورية".

 

واشار الى "ان الخطوة الأولى المطلوبة على هذا الطريق هي اعتبار المجلس الأعلى اللبناني- السوري ومعاهدة " الأخوة والتعاون والتنسيق"، وكل المعاهدات والاتفاقات والمجالس والهيئات المشتركة التي اقرت أو اقيمت في مرحلة الوصاية باطلة وكأنّها لم تكن. ذلك أنّها أصلاً كانت قد اقرت واقيمت في ظروف قاهرة، بوجود جيش الأسد ومخابراته في لبنان، وبوجود أجواء قمعية ضاغطة .أمّا الخطوة الأخرى الحيوية والضرورية، فهي اشعار الشعب السوري أننا نعيش آلامه ومعاناته، في حلب وإدلب وحماه ودير الزور وحمص ودمشق ودرعا وغيرها، ويعصر قلبنا حزناً والماً وأسىً لضحاياه التي تسقط بالمئات هذه الأيام، رجالاً نساءً عجزاً وأطفالاً، يقتلون، يذبحون، ينحرون، يقطّعون بالقذائف أو بالسكاكين من دون شفقة ولا رحمة، في صور تذكّرنا بأبشع المذابح النازية. ونحزن لرؤية مدن سوريا وقراها، وأحيائها الأثرية التاريخية، تدكّ بالمدفعية الثقيلة والدبابات والطائرات مخلفةً دمارا وخرابا لم تخلّفه حتى الحروب الإسرائيلية".

 

وقال "لا يمكننا الوقوف متفرّجين امام صور المجازر والمآسي والعذابات الإنسانية بكل أشكالها وأنواعها تقع على شعب جار عزيز: إنّ الحكومة اللبنانية مطالبة بالتزام مبادىء الشرعة العالمية لحقوق الإنسان، ولو بالحد الأدنى، وحق الشعوب في تقرير مصيرها. على الحكومة أن تلتزم معاهدات جنيف والمواثيق الدولية المتعلقة بكيفية التعاطي مع اللاجئين والمشرّدين، ومع الجرحى والمرضى والمصابين. المطلوب منّا كلبنانيين ليس التدخل العسكري أو الأمني بل موقفٌ مبدئي انساني وأخلاقي، لا نستطيع ان نطلب للشعب السوري اقل مما نطلبه لأنفسنا، من عيش حر كريم لائق في وطن تسوده العدالة بين جميع أبنائه، ينعم بالحرية والديمقراطية، في دولة تعددية يسودها دستور فعلي ويحكمها القانون. في كافة الأحوال، هذا ما ستؤول اليه الأحداث في سوريا. هذا هو منطق التاريخ."

 

وتوجّه جعجع الى المسيحيين في لبنان وسوريا والشرق بالقول: "منذ اللحظة الأولى لتفتّح براعم الربيع العربي انهمرت التساؤلات من كل حدب وصوب عن مصير المسيحيين في الشرق، وكأنّ تاريخ المسيحيين فيه هو من تاريخ الدكتاتوريات فيه، بدأ معها وسينتهي معها، وكأننا أتينا الى هذا الشرق مع معمر القذافي أو حافظ الأسد وسنرحل مع بشّار الأسد. كلا، وكلا وألف كلا. إنّ تاريخنا طويل ضارب في هذا الشرق. آثارنا ظاهرة جليّة لمّاعة برّاقة، على مر العهود والأزمنة: علوم وآداب وعمران وحضارة، ونور وثقافة ورجال فكر ودولة، وبطولة وشهادة ومقاومة. لا أنكر الكثير من الدماء والدموع على الطريق، لكن هذه حال البشرية جمعاء في كل زمان ومكان. إنّ بعض التساؤلات التي طرحت كانت في مكانها وعن حق. لكن الكثير الكثير من تلك التساؤلات مصدرها الأنظمة الديكتاتورية نفسها التي حكمت أصلاً بزرع الشقاق والشكوك بالآخر، والحذر والخوف منه."

 

وأضاف "إنّ الآخر اخ لنا في الإنسانية. نتعاطى معه ونحدد موقفنا منه ليس انطلاقاً من دينه، ولا من عرقه، ولا من انتمائه، بل انطلاقاً من طروحاته وتصرّفاته وأعماله، ولنا في مثل السامري في الإنجيل المقدّس خير دليل على ذلك"، مشيراً الى "انّ موقفنا من الربيع العربي، خصوصاً في سوريا، ليس نابعاً من هوية أو ديانة قياداته وفرقائه، بل انطلاقاً من طروحاته وأبعاده وآفاقه ومراميه. ولا نستطيع كمسيحيين إلاّ أن نكون أنفسنا : ثوّاراً، أحراراً، روّاد ديمقراطية وحقوق إنسان، ودعاة عدالة ومساواة وانفتاح وتقدّم وتطوّر، أمّا التكهّنات المبنية على إذا وإذا وإذا، فلا يجدر بنا التوقّف عندها، لأنّ لا موقف يبنى على افتراضات غير موجودة، بعكس موقف يبنى على وقائع موجودة أكيدة، قمعاً، واضطهاداً، وقتلاً، وخراباً ودماراً وجرائم ضد الإنسانية."

 

وذكّر المسيحيين بأنه "لم يكن مسيحنا يوماً متردداً خائفاً جباناً، أو متخاذلاً متفرّجاً لامبالياً، بل كان دائماً في نصرة الضعيف، والمقهور والمضطهد. لم يكن يوماً مع الظالم بل دائماً أبداً مع المظلوم. فلا ننكرنّه من جديد، ولا نصلبنّه مرة أخرى. فلنكن على قدر تحديات المرحلة، ابتعاداً عن كلّ ما لا نؤمن به، وانخراطاً بشجاعة في كل ما نؤمن به، فكراً وتنظيماً ومشاركةً، إنّ التاريخ لنا بقدر ما نكون له."

 

وانتقد جعجع الوضع اللبناني السائد في ظل هذه الحكومة قائلاً :"يعزّ عليّ أن أتوجّه اليكم هذا العام، وأنتم في أضيق حال منذ عقود طويلة:

 

- حدودنا عرضة لانتهاكات عسكرية توقع لبنانيين قتلى وجرحى ومن دون أي ردة فعل تذكر من قبل الحكومة.

- معابرنا سائبة الى حدّ أنّ مئات الكيلوغرامات من المواد الشديدة الانفجار، محمّلة وليست مخبّأة، في سيارة الوزير والنائب السابق ميشال سماحة، مرّت عليها وكأنّ شيئاً لم يكن، ومن دون أن تأخذ السلطة حتّى عناء التحقيق في كيفية مرورها.

- فلتان مسلّح هنا وهناك بحجة أو بأخرى، يتحوّل من دون سابق إنذار الى اعتداءات هنا واشتباكات هناك، ووزراء ومسؤولون ورؤساء أحزاب وتيارات يبررون ويغطّون.

- خطف “على الهوية"، ولو اختلفت هذه الهوية بين الحين والآخر. خطف لأسباب سياسية، وآخر لأسباب مادية.

- قطع طرقات، وأوّلها طريق المطار، ووضع كل الشعب اللبناني في قفص مغلق تحت رحمة قطّاع الطرق.

- مخاطر استراتيجية هائلة ناجمة عن وجود دويلة على أرض الدولة، لا سلطة للدولة عليها، بحكم شلّها من قبل أصحاب الدويلة وحلفائها، دويلة أهدافها أخرى وحساباتها أخرى، لكنّ تبعات وجودها وتصرّفاتها يدفعها الشعب اللبناني كلّه وباللحم الحي، مكرهاً مرغماً.

- كهرباء مقطوعة وسط مناخ ملوّث بين المازوت الأخضر والأحمر، وبين اللاأهليّة والزبائنيّة المفرطة والفساد الفاقع.

- إتصالات متقطّعة، مشوّشة، مشوّهة، موسميّة.

- خدمات عامة في أدنى مستوياتها، وخاصة في أعلى مستوياتها.

- وضع معيشي صعب بفعل التضخم المستمر وندرة فرص العمل.

- تراجع اقتصادي مخيف ناتج عن تضعضع حكومي لا سابقة له.

- إنكفاء خطير للحركة السياحية.

- غياب السياسات العامة الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية.

 

والنتيجة، قلق على الحاضر والمستقبل والمصير، وثقة في أدنى درجاتها بالوطن، وفقدان امل شبه كامل بالدولة".

 

وطمّأن اللبنانيين " إنّها عتمة ربع الساعة الأخير قبل انبلاج الفجر. إنّ كل ما تعيشونه اليوم ليس بسبب مرض عضوي عضال أصابكم أو أصاب الوطن في صلب وجوده. إنّ كل ما نعيشه اليوم عائد الى تحكّم زمر بالسلطة في لبنان لم يكن يوماً بناء الدولة الفعلية هدفاً من أهدافها، ولا شؤون اللبنانيين وشجونهم في صلب اهتماماتها، ولا هم الشباب اللبناني ومستقبلهم يأكل في صحنها.

 

بكلّ صراحة وموضوعية، إنّ محور اهتمام وعمل الأكثرية الحكومية الحالية هو " الصمود والتصدي والمقاومة والممانعة" على طريقة ما كان يقوم به الوزير والنائب السابق ميشال سماحة، وما قامت به مجموعات مسلّحة من خطف وقطع طرقات، وتهديد ووعيد، وعلى طريقة كلّ ما جرى ويجري في المؤسسات الرسمية والإدارات العامة منذ انقلاب القمصان السود وحتى الساعة"، محمّلاً "الأكثرية الحكومية الحالية، ومن يقف وراءها، وحتى قبل أن تكون أكثرية حكومية، سبب ما آلت اليه الأوضاع في لبنان منذ العام 2005 وحتى الساعة".

 

وأردف "لقد دأبوا منذ اللحظة الأولى لقيام ربيع بيروت، أول ربيع فعلي في المنطقة كان قدوةً ومثالاً لشعوب كثيرة ، وحدثاً مجيداً سيسطّره التاريخ لنا وستفتخر به أجيالنا المقبلة، دأبوا على محاولة خنقه في المهد، وعندما لم يوفّقوا، عمدوا الى محاولة عرقلة ترجمته أفعالاً الى أن توصّلوا الى تحويله خريفاً بانقلابهم في كانون الثاني 2011، هذا الخريف الذي ما زلنا نعيش تداعياته حتى الساعة"، معتبراً أنه "لا خلاص لنا في لبنان إلاّ بالعودة الى ربيع بيروت. عندما عزّ الأمل في العقود السابقة، وقبل أن تلوح بارقة واحدة في دول المنطقة كلّها، كان الأمل في لبنان. فكيف الآن بعد كل الذي جرى ويجري من حولنا؟"

 

وتابع "إنّ المستقبل لنا، وهو بين أيدينا. إذا أردناه على صورة ومثال واقعنا الحالي، فهكذا سيكون. أمّا إذا أردناه على صورة ومثال حلمنا الكبير بلبنان الكبير وإنسان حرّ كريم، فهكذا سيكون أيضاً. إنّ ما يفصلنا عن الانتخابات النيابية العامة أشهر معدودة، فلنعقد النيّة على الخروج من واقعنا الحالي المهترىء المتهاوي الفاسد المتلاشي، ولنذهب الى صناديق الاقتراع، وليكن اقتراعنا لا لا ، ونعم نعم. لا للذين أوصلونا الى هذه الحالة، ونعم للذين يحملون حلمنا في بلدٍ جميلٍ راقٍ غنيٍّ مستقرّ قوي متطوّر. فلنقترع للذين يأتون الى الحكم لينقضوا لا ليكملوا، لنقل لبنان من حالة الاحتضار والموت الى حالة الحياة والحق والحرية. إنّها فرصتنا الذهبية، فلا نضيّعنّها، إنّ التشكي والنواح والبكاء على الأطلال لا يطعم خبزاً، ولا يفرض قانوناً، ولا ينعش اقتصاداً ولا يؤمّن كهرباءً وماءً، ولا يعالج فساداً أو غلاءً. فلنتحمّل جميعنا مسؤولياتنا في صناديق الاقتراع، ولنطرد خارجاً لصوص الفساد، والعتمة، والكذب، والرياء، والدجل، والفوضى، وعدم الكفاءة والفشل. فلنطرد خارجاً من يشلّ الدولة لصالح الدويلة. إنّها فرصتنا الذهبية، والحاجة ملحّة، والوطن ينادي: لبّيك لبنان!"

 

وأشار الى انه "صحيح أنّ بعض الواقعات صغيرة بحجمها، لكنّها قد تكون كبيرة بدلالاتها ومعانيها. من هذه الواقعات إطلاق سراح يعقوب شمعون، بعدما أمضى سبعةً وعشرين عاماً في السجون السورية، وبعدما أكّد النظام السوري مراراً وتكراراً عند مراجعته رسمياً من قبل السلطات اللبنانية بين عامي 2006 و 2010، بأنّه لم يعد لديه في سجونه سوى المحكومين بجرائم جنائية. هذه الواقعة تؤكّد أوّلاً، عدا عن انّ النظام في سوريا كاذب كذّاب، وهي جنحة صغيرة جداً مقارنةً مع جرائمه ضد الإنسانية، تؤكّد أنّ لنا معتقلين وأسرى في السجون السورية، أحياءً يرزقون. على الحكومة اللبنانية، اليوم قبل الغد، وكما شكّلت خليّة أزمة حكومية لمتابعة ملف أحد عشر لبنانياً خطفوا منذ نحو ثلاثة أشهر في أعزاز سوريا، عليها تشكيل خلية أزمة حكومية لمتابعة ملف مئات اللبنانيين المخطوفين في سجون النظام بالذات وأقبيته، منذ عشرات الأعوام. ثانياً، برسم حزب الله: ماذا يقول اليوم إذا قام أهالي المخطوفين اللبنانيين في سجون النظام بتشكيل أجنحةٍ عسكرية لهم، خصوصاً وأنّ قضيّة أبنائهم وأقاربهم مطروحة منذ عشرات السنين، ولم تقم الدولة بأي خطوة فعلية لحلّها؟ ثالثاً، برسم حلفاء سوريا المسيحيين في لبنان، ماذا يقولون الآن بعدما أرسلت لهم الطائرات الخاصة واستقبلوا في قصر المهاجرين، أو بالأصحّ في قصر الخاطفين، على الراحات، مرّات ومرّات، وقد أكّدوا في أكثر من مناسبة أنّه لم يعد من مخطوفين وأسرى معتقلين في سجون النظام؟"، مؤكدً أنه "سقط القناع وظهرت جليّاً دوافع هؤلاء للتحالف مع النظام السوري، والتي كانت تغطّى بزيارات راعوية الى براد، بعيداً من كل الطروحات والمبادىء والتصريحات والشعارات. سقط القناع، وتأكّد المؤكّد بأنّ شهداءنا سقطوا حقّاً من أجل القضيّة، كما تأكّد بأنّ الآخرين يعيشون فعلاً من دون قضيّة!"

 

واستطرد " في أيلول شهدائنا هذه السنة، يحلّ ممثّل شهيد الإنسانية الأول، خليفة بطرس، قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر، ضيفاً مباركاً في ربوعنا... فما من مجدٍ أعظم من ذلك. إنّ الشرق الذي ينزف بحاجة الى الحبر الأعظم اليوم أكثر من أي يومٍ. إنّ زيارته الى لبنان، هي فأل خير لهذه الأرض التي أنبتت سنابل وشهداء وقدّيسين، لم يرضخوا لحكم الطغيان والذمّيّة، بل نحتوا الصخر وحوّلوا لبنان موئلاً للحرية. هذا ما علّمتنا إيّاه كنيستنا، وهذا ما عشناه كلّ تاريخنا. إننّي في هذه المناسبة أدعو اللبنانيين جميعاً، مسيحيين ومسلمين، ليهبّوا لاستقبال قداسته بتظاهرة محبة وسلام لم يشهد لها العالم مثيلاً. إذا كانت ثورة الأرز قد أعطت العالم كله أمثولة لبنانية في العزّة والكرامة، فإنّ استقبال قداسة البابا على أرض لبنان سيعطي أمثولة أخرى في المحبة، والأخوة، والإلفة، والسلام، والتلاقي."

 

وختم بالتوجُّه الى الشهداء الأبرار، فقال "لقاؤنا بكم هو هو، ولو اختصرناه شكلاً. وأنت يا قلعة معراب، كلّي ثقة أنّك أكثر فرحاً اليوم من اي يومٍ مضى، لأنّك تحيين على ترابك هذه السنة، ذكرى شهدائنا. همّنا، شهداءنا، أن تكونوا في عليائكم مطمئنّين، سنكون على قدر شهادتكم ملتزمين متجذّرين، وعلى محاولات غدرهم متمرّدين، مهما حاولوا مستمرين، مهما هاجموا صامدين، مهما تطاولوا شامخين، على دروبكم ودروب الآباء والأجداد سائرين، الى أبد الآبدين آمين!"

 

__وصلات __

تقديم رسالة إلى الإدارة، فقط إذا أردتم أن تساهموا كمناضلين أو كداعمين مع معرفة هويتكم أو بدونها.

___________

 يمكنك اختيار الموقع بالفرنسية أو بالانكليزية بالنقر على العلم الملائم.

العنوان العالمي الالكتروني الوحيد وهوا الصفحة الأولى للتجمع:
http://www.lebanese-transparent-democracy.org

عنوان إدارة التجمع الوحيد للبريد الالكتروني :
webmaster@lebanese-transparent-democracy.org

اسم التجمع على الصفحات الفرنسية:
Association pour la Démocratie Forte Transparente au Liban -ADFTL


اسم التجمع على الصفحات العربية:
التجمع الديمقراطي القوي الشفاف في لبنان (تدقشل)

اسم التجمع على الصفحات الانكليزية:
Lebanese Strong Transparent Democracy Organization -LSTDO
______________

_الصفحة الأولى للتجمع الديمقراطي القوي الشفاف في لبنان_