التجمع الديمقراطي القوي الشفاف في لبنان      الصفحات الرئيسية     عربي      فرنسي     إنكليزي
webmaster@lebanese-transparent-democracy.org
http://www.lebanese-transparent-democracy.org/ar/indexar.html
مواقف التجمع حول الأحداث اللبنانية الخطيرة.
< أشتغل لتأخير الموت وتحسين مستوى حياة كل إنسان عند جميع الشعوب >

 

في 31 آب 2012. قصة مأساة عائد من السجون السورية...

http://www.lebanese-transparent-democracy.org/ar/12ar/ar-actu-120831.htm

 

موقف التجمع:

لا كلام، بل وقفة حزن وتعزية ومطالبة بمحاسبة الجنات مهما مرّ الزمن.

كتبت مرلين وهبة في "الجمهورية":

إيلي جوزيف ماعيلو كان عسكرياً في الجيش اللبناني في عهد قائد الجيش آنذاك العماد ميشال عون في سوق الغرب سنة 1990 عندما غدرتهم قوّة من الجيش السوري ليُساق عارياً إلى سجن في سوريا.

 

قصّة اللبنانيين في السجون السورية مأساة حقيقية لا تتوقف عند اسم أو عدد معين من الأسماء. كل يوم هناك مفاجأة مع عودة مفقود لم يعرف أحد عنه شيئاً لسنوات وسنوات، لا يهمه إن عاد معطوباً... المهمّ هي العودة إلى عائلته وأهله في لبنان.

 

إيلي جوزيف ماعيلو كان عسكرياً في الجيش اللبناني في الكتيبة 102 في اللواء التاسع، من مواليد زحلة 71، وكان يقاتل مع رفاقه في عهد قائد الجيش آنذاك العماد ميشال عون في سوق الغرب سنة 1990 عندما غدرتهم قوّة من الجيش السوري في 13/10/1990 في الثانية عشرة ليلاً في ثكنتهم، وقتلت عدداً منهم، فخطفته وعصبت عينيه ليُساق عارياً إلى سجن تدمر وبعدها المزة وفرع العدرا في سوريا.

 

يبدأ ماعيلو بالحديث عن الضابط المسؤول عنه المرحوم جورج زعرب فيقول إنّ الأخير وبرفقته خمسة عناصر من الجيش اللبناني استشهدوا معه ليلة 13/10/1990 "عندما هاجم السوريون ملّالتهم العسكرية، وبعدما قضَوا عليهم، "كبّوهن في وسط ساحة الحدث قرب Villa Maria وبعدها حاصروا الثكنة" التي أوته حينها مع رفاقه فخطفوه مع ثمانية من رفاقه لتبدأ رحلة العذاب الطويلة.

 

رحلة العذاب

 

"قبعت في السجون السورية أكثر من عشرين سنة ولم يلاحق أحدٌ قضيتي، مع أنني أملت خيراً عندما ذهب العماد عون إلى سوريا لكنّه ذهب وعاد فارغ اليدين ولم يتمكّن من أن يصطحب أحداً معه من الرفاق".

 

 "حاول أهلي الاتّصال بالمسؤولين اللبنانيين للمساعدة على تحريري بشتى الطرق ومع أنّهم لجؤوا إلى النواب والوزراء وقادة الأحزاب جميعهم غير أنّهم لم يفلحوا.

 

إستدرج أهلي النصّابون والدجالون الذين تاجروا بقضيتي، ممّا اضطر عائلتي إلى بيع الأراضي وممتلكاتهم من بيوت وأرزاق ظنّاً منهم أنّها ستردّني إلى الديار، ووهبوا المال للمنافقين الذين وعدوهم بأنّ الخلاص آتٍ وهو قريب وسيأتي على أيديهم بعدما اتّسخت من سرقة أموال عائلتي وأرزاقها، لكنّهم خابوا ويئسوا".

 

ويتابع ماعيلو والدمعة تخنق صوته "بعدما فقدت عائلتي الأمل بعودتي أرادت أمّي رؤيتي فقط، وتمكنت من اللجوء إلى عناصر في مكتب المخابرات السورية الذين أوهموها بإمكانية الاطمئنان عليّ ورؤيتي مقابل مبلغ من المال، وكانت سيارة الـBMW ما زالت متوقفة قرب منزلنا في زحلة منذ سنوات لاعتقاد أمّي بأنّي سوف أقودها من جديد فلم ترغب في بيعها، لكنّها بعد الوعود برؤيتي تناست رغبتها وسارعت إلى بيعها لتسديد المال إلى المخابرات السورية علّها تتمكّن من رؤيتي، لكنّهم سطوا على ما تبقّى ولم ترَ أمي سوى الخيبة والألم".

 

ذلّ وحرمان

 

 ويروي ماعيلو بعض ما يذكره:

• حبس طوله متر وعرضه متر في الفترة الأولى 

• بيضة مسلوقة لعدد من الموقوفين 

• رغيف واحد لإطعام عدد من المسجونين في اليوم

 ويستطرد ماعيلو ليصف المشهد بدقة أكثر، فيقول: "تصوري أنّ رغيف الخبز كانوا ... عليه ويجبروننا على تناوله".

• يلوّثون أكواب المياه ويجبروننا على شربها. 

• كانوا يجبرونني على الجلوس على زجاجة. وفي الفترة الأخيرة أوقفوا عنّا مياه الشرب ليستمتعوا برؤيتنا نموت تدريجياً وببطء.

 ويتابع ماعيلو الوصف، فيقول: عندما كنّا نريد التبوّل كانوا يعلقوننا من أسفل أرجلنا أي بالمقلوب بعد ربطنا، فتتدلّى رؤوسنا باتّجاه الأسفل أي باتجاه أرض السجن، وذلك بهدف منعنا من التبول الطبيعي، لأنّه، طبيعياً وبنتيجة هذا الوضع، سيرتدّ البول إلى الكلوة فتمتلئ بالسموم وتتضخّم، وهناك الأوجاع التي لا يمكن لأيّ كلام وصفها. ونتيجة هذا الوضع أنا أمامكم الآن معطوب، جسدي "منشّف" من قلّة الماء وكليتاي معطلتان، ويلزمني عملية بروستات عاجلة لأنّني أصبحت عاجزاً عن التبوّل، مع ما يرافقني من أحاسيس مؤلمة.

وقال: "حين كان الشباب يصرخون من الألم كانوا يجبرونهم على السكوت وذلك بعد إنهاكهم من الضرب واستخدام جلسات الكهرباء يومياً.

وتابع ماعيلو: لا فرق بين مساجين مسلمين ومساجين مسيحيّين في السجون السورية، "بيلأحونا عَ الأرض وبيدَعسوا علينا جميعاً من دون تفرقة".

 

رحلة الخلاص

  أمّا رحلة الخلاص فهي قصة أخرى يرويها ماعيلو: "فجأة وجدت نفسي مع ثمانية من رفاقي العسكريين المخطوفين والمحتجزين في السجون السورية، وجميعنا من زحلة "مكبوبين" في منطقة صحراوية، ليتّضح لنا بعدها أنّ الجيش السوري قرّر نفينا هناك، ولم نعرف السبب، إنّما في رأيي لكي يزيل التهمة عنه فيقول إنّه لم يعُد يوجد أيّ موقوف من الجيش اللبناني في السجون السورية، وبعدما وجدنا أنفسنا مشلوحين في صحراء العراق صادفنا هناك ضابطاً في الجيش العراقي ترأّف بحالتنا بعدما وجدنا عراة إلّا من خرقة بالية سترت عرينا، فأوانا وكسانا وأطعمنا وبعد مرور خمسة أيام يَسَّر لنا طريق العودة إلى وطننا الغالي لبنان وتأكّد من وصولنا بأمان إلى زحلة.

 

نسيت عنوان منزلي 

 ويضيف المُحرَّر من السجون السورية: في لبنان لم يتسلّمنا أحد، وحين وصلت إلى لبنان لم يكُن أهلي يعلمون بأنّي ما زلت على قيد الحياة، تفاجأت بموت والدي، أمّا الألم فقد هزّني عندما لم أتمكّن من معرفة طريق العودة إلى منزلي الذي ولدت فيه، فبكيت وتذكّرت مكان مختار البلدة وقصدته ليدلّني إلى البيت بعدما كشفت له عن هويتي، فأوصلني إلى منزلي، وصُعِقَت والدتي ولم تصدّق عينيها وطارت من الفرحة، مع أنّني معطوب إلّا أنّها شكرت الرب لأنّي لم أزل حيّاً أرزق. 

في الأيّام التالية ذهبت إلى منزل العماد عون فاستقبلني ضابط هناك استقبالاً جيداً لكنّه لم يساعدني، ولم أتلقَّ أيّ مساعدة من أيّ جهة سياسية في البلد.

كما التجأت إلى الدولة اللبنانية ولكنّني تفاجأت بأنّها لم تساعدني بشيء.

ويتساءل ماعيلو: "أليس من المفروض، وقد كنت عسكرياً في الجيش اللبناني، أن تكون لي حقوق وتعويضات، خصوصاً بعد الذي حصل معي؟ لقد قدّمت طلب استرحام وأنتظر جواب القيادة التي أثق بها وأنتظر منها إنصافي".

 

أرقام لا أسماء

 ويؤكد ماعيلو أنّه "ما زال هناك موقوفون في السجون السورية حيث لا أسماء إنما أرقام فقط" ويؤكّد أنّ هناك حوالى الـ30 شاباً لبنانياً لم يرَهم، لكنّه سمع صراخهم عندما كانوا يعلنون عن هوياتهم في الليالي.

 ويضيف: "هناك لا ترين أحداً، تسمعين فقط الأصوات والذي يموت يرمونه، ابن عمة أمي من عائلة ابراهيم لديه أربعة اولاد ومن الكتيبة 104، اللواء العاشر آنذاك، ما يزال حيّاً يقبع في السجون السورية. 

وعندما سألت ماعيلو لماذا تكلّم الآن ولم يتكلّم حين وصوله إلى لبنان، قال: "لم أخبر أحداً قصتي ولم أقصد الإعلام، لا المرئي ولا المسموع، أنتِ التي قصدتني ولا أعلم كيف حصلتِ على رقمي ومَن أخبركِ عني، ولكنّي لم أرد الكلام من قبل لأنّني لا أريد لأمي أن تبكي من جديد وأن أفقدها بعدما فقدت والدي نتيجة الكبت والزعل والألم والغضب والخوف".

 

حالته الصحية

 ويضيف ماعيلو: "أنا الآن أقبع في المنزل مريضاً "لا شغلة ولا عملة" لأنّي جسدياً غير قادر على العمل. تصوّري أن شاباً في مثل عمري تجتاحه كل الأمراض. أتواصل مع أناس في جمعيات خيرية ليساعدوني على إجراء عملية جراحية للبروستات. تطوّعت في الدفاع المدني مجّاناً من دون أن أخبرهم قصتي ولكنّي للأسف لم استطع الالتحاق والمساعدة عند الحاجة لأنّ وضعي الصحي يتدهور وذلك بسبب العذاب الذي عانيته في السجون السورية".

وبعدما جفّ حلقه ناولت ايلي ماعيلو كوب ماء ليأخذ قيلولة ريثما نعاود الحديث، فرجاني أن أبعده عنه متحسّراً، وقال: "أرجوكِ أنا لا أشرب الماء لأنّي لا أستطيع التبوّل، كما لا أستطيع تناول الطعام لأنّه ليس بمقدوري دخول الحمام لأقضي حاجتي. وأنا في أمسّ الحاجة إلى إجراء العملية في أقرب وقت ممكن".

وأضاف: "ما بدّي إطلع على التلفزيون، بدّي إطلع كل جمعة عند القديسة رفقا والقديس شربل واطلب منهما الرأفة والصحة، ولا أريد المال من أحد ولا أريد التسوّل، حفظ الله لي إخوتي الذين يساعدونني، وحفظ لي أمّي من كل مكروه لأنّها ما زالت مصعوقة من الصدمة ولم تصدّق حتى الآن أنّي ما زلت على قيد الحياة. لذا أريدها أن تكمل ما تبقّى لها من الحياة بأمان وعافية من دون "وجع رأس مع أنني لا أريد أن أخفي الحقيقة بعد الآن لأنّي موجوع وأتألم ولا أدري إذا ما كنت سأراكِ بعد هذا اللقاء أو سيستودعني الله".

 وعدني ايلي ماعيلو بعدما افترقنا بأنّه سيعود مع رفاقه الثمانية وسيصحب معه صورة له عندما كان شاباً سليماً لنقارنها بالصوَر الحالية، وكان في حالة صحية حرجة، إلّا أنّه لم يعُد.

__وصلات __

تقديم رسالة إلى الإدارة، فقط إذا أردتم أن تساهموا كمناضلين أو كداعمين مع معرفة هويتكم أو بدونها.

___________

 يمكنك اختيار الموقع بالفرنسية أو بالانكليزية بالنقر على العلم الملائم.

العنوان العالمي الالكتروني الوحيد وهوا الصفحة الأولى للتجمع:
http://www.lebanese-transparent-democracy.org

عنوان إدارة التجمع الوحيد للبريد الالكتروني :
webmaster@lebanese-transparent-democracy.org

اسم التجمع على الصفحات الفرنسية:
Association pour la Démocratie Forte Transparente au Liban -ADFTL


اسم التجمع على الصفحات العربية:
التجمع الديمقراطي القوي الشفاف في لبنان (تدقشل)

اسم التجمع على الصفحات الانكليزية:
Lebanese Strong Transparent Democracy Organization -LSTDO
______________

_الصفحة الأولى للتجمع الديمقراطي القوي الشفاف في لبنان_