التجمع الديمقراطي القوي الشفاف في لبنان
webmaster@lebanese-transparent-democracy.org
http://www.lebanese-transparent-democracy.org/ar/indexar.html
مواقف التجمع حول الأحداث اللبنانية الخطيرة.
< أشتغل لتأخير الموت وتحسين مستوى حياة كل إنسان عند جميع الشعوب >

في 7 آب 2011. حكومة حزب الله الإنقلابية تدّعي مبايعة الطاغي بشار الأسد رغم أنف اللبنانيين والأمم المتحدة .

http://www.lebanese-transparent-democracy.org/ar/11ar/ar-actu-110807.htm

تستطيع إرسال عنوان هذه الصفحة إلى أصدقائك

موقف التجمع :

 

1

في زمن المجازر والقمع العشوائي للشعب السوري البريء على يد بشار الأسد وعسكره نرى وزير الخارجية للحكومة الإنقلابية اللبنانية العميلة يذهب الى دمشق ويدافع اعلاميا عن هذا الطاغي. نحن ضد هؤلاء العملاء اللذين لا يمثلوا سوى العصابات الميليشيوية السورية في لبنان. الشعب الفينيقي الحر هوَ بريئ منهم ومن اعمالهم المسيئة على كل مواطن لبناني.

2

البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس الجمهورية ميشال سليمان يحلمون بالحوار الوطني وهم مسلحون بالمحبة بوجه عملاء بشار واسلحته الفتاكة وعقيدته للهيمنة بالقمع والإكراه. نحن نقول لا حوار إلا بين نواب الشعب في البرلمان بحرية كاملة بعد سحب السلاح من كل الميليشيات.

3

في ذكرى القمع السوري للأحرار في 7 آب 2001، نرى في في 7 آب 2011 ان الهيمنة السورية لنظام البعث تحاول خنق حرية اللبنانيين وربط سياسة الدولة بمعركة الصمود للبعث السوري. الشعب اللبناني الحر الديمقراطي سيدافع عن الشعب السوري لتحريره من انياب النظام البعثي.

4

التحرك الذي سيقوم به اللبنانيين مساء الاثنين في 8 آب امام نصب الشهداء في وسط بيروت للتضامن مع الشعب السوري سيقف معه معظم اللبنانيين.

5

ولن نقبل باي استفزاز واي قمع للحريات. الديمقراطية في سوريا ستحرر الشعبين السوري واللبناني من طغيان الحزب البعثي.

 

التجمع الديمقراطي القوي الشفاف في لبنان، ليس مسؤول وليس منتج للمعلومات المعروضة أدناه، وهيَ تعبّرْ عن رأي المنتج فقط، وهدف عرضها هوَ لدفع المواطن للتفكير كيف يحمي حقوقه في هذا الكون الفاسد. نقول أن الديمقراطية الشفافة المنفصلة عن الأديان والعنصرية ستساعد إلى عالم أرحم.

من الاعلام :

الأسد يشيد بموقف الحكومة اللبنانية في مجلس الأمن ووزير خارجية لبنان عدنان منصور يقول أن لا لاجئين سوريين في لبنان ويدعم بقوة النظام السوري.

 في زيارة تأتي بعد "نأي لبنان"بنفسه عن قرار رئاسي في مجلس الأمن يدين أعمال عنف النظام السوري ضد المدنيين زار وزير خارجية لبنان عدنان منصور سوريا معبرا عن تضامنه مع هذا النظام.

وردا على سؤال بشأن ضبط عمليات تهريب لأسلحة من لبنان إلى سوريا، قال منصور بعد لقائه وزير الخارجية السورية وليد المعلم في دمشق :" أنا ضد أي عملية تهريب ولا نقبل بها بأي صورة من الصور ونرفض رفضا كاملا التدخل في الشأن السوري آو التدخل بأي شأن يهم أي دولة عربية شقيقة".

وفي ما يتعلق بالنازحين السوريين إلى لبنان، قال منصور:" ليس هناك من نازحين سوريين إلى لبنان إلا باستثناء عدد قليل جدا لجئوا إلى أقاربهم والعدد الأكبر عاد إلى الأراضي السورية".

 

نظام دمشق يصعد من لهجته ضد تركيا والخليج وقواته الأمنية تقتل 57 شخصا على الأقل الأحد.

 تصاعدت اللهجة المتبادلة بين سوريا من جهة وكل من تركيا ودول الخليج والمجتمع الدولي من جهة ثانية في ظل استمرار التظاهرات الحاشدة وتوسعها يوما بعد يوم في طول البلاد وعرضها ومواصلة قوات الأمن السورية حملة القمع الدموي والقتل العشوائي للمدنيين السوريين ما أدى إلى مقتل 57 شخصا على الأقل حتى بعد ظهر الأحد بينهم 38 في دير الزور التي اقتحمتها القوات السورية.

وأضاف الأسد أن التعامل مع من وصفهم بالخارجين عن القانون من أصحاب السوابق الذين يقطعون الطرقات ويغلقون المدن ويروعون الأهالي واجب على الدولة لحماية امن وحياة مواطنيها.  

ميدانيا أفاد ناشطون عن سقوط 38 قتيلاً في منطقة الجورة بدير الزور وتحدث آخرون عن مقتل 9 مدنيين بينهم طفل إثر عملية عسكرية قام بها الجيش السوري صباح الأحد في تجمع قرى الحولة الواقعة في ريف حمص بوسط سوريا.

وأوضح ذات المصدر أن نحو 40 دبابة و20 باصا للأمن اقتحموا الحولة وسط أنباء عن قصف عنيف.

وقال ناشطون آخرون إن دبابات الجيش السوري ومدرعاته اقتحمت فجر اليوم الأحد أحياء عدة في مدينة دير الزور على وقع قصف مدفعي اختلطت أصواته بأصوات التكبير التي علت من مساجد المدينة.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن العملية تمت بدخول دبابات المدينة من الجهة "الغربية" حيث تزامن ذلك مع إطلاق نار كثيف ودوي انفجارات قوية من جهة شارع الوادي الشارع الرئيسي في المدينة.

وأوضح أن هذه الدبابات والمدرعات وعددها يناهز 250 آلية كانت منتشرة في أربعة أنحاء من دير الزور، اتخذت ليلا وضعية هجومية وتجمعت في أرتال وبدأت تقدمها بقصف حي الجورة، مشيرا إلى أن القصف استمر دقائق فقط وتقدم إثره رتل من الدبابات إلى حيي الموظفين والعمال.

من جهتها أعلنت "لجان التنسيق المحلية في سوريا حصول انشقاق كبير في صفوف الجيش خلال اقتحامه منطقة الجورة، مؤكدة أن "العناصر المنشقين يحاولون حماية الأهالي من هجوم الأمن والشبيحة"

وفي إدلب أفاد ناشطون بوقوع قتلى إثر تظاهرةٍ شهدت مشاركة الآلاف بعد صلاة التراويح.

إلى ذلك قال رئيسُ الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إن صبر بلاده قد نفد إزاء استمرار النظام السوري في عمليات القمع الدموي للاحتجاجات.

وأضاف أردوغان أن وزير خارجيته أحمد داود أوغلو سيزور دمشق الثلاثاء القادم لينقل رسائل واضحة وحازمة إلى الأسد. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن أردوغان تأكيده أن تركيا لن تقف موقف المتفرج على أعمال العنف في سوريا، البلد الذي تجمعه بتركيا حدود طويلة وروابط تاريخية وثقافية وعائلية. وجدد أردوغان القول إن ما يحدث في سوريا ليس مسألة سياسة خارجية بل مسألة داخلية بالنسبة لتركيا، وحذر من أن بلاده لن تقف متفرجة، وعلى تركيا أن تصغي للأصوات القادمة من سوريا، وأن تسمعها وتقوم بما يجب عليها تجاهها.

 

بان كي مون يتصل بالاسد ويدعوه الى وقف الاعتقالات والعنف ضد المتظاهرين.

دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري بشار الاسد خلال اتصال هاتفي السبت الى وقف الحملة العسكرية التي يشنها نظامه ضد المتظاهرين المطالبين برحيله، كما اعلنت الامم المتحدة.

واوضح مارتن نيسيركي المتحدث باسم بان كي مون انه "خلال محادثة هاتفية مع الرئيس السوري بشار الاسد "اعرب الامين العام عن القلق العميق الذي يساوره ويساور المجتمع الدولي ازاء تصاعد وتيرة العنف وحصيلة القتلى في سوريا خلال الايام الماضية"، مشيرا الى ان الامين العام "ابلغ الرئيس السوري بالرسالة الواضحة الصادرة عن مجلس الامن الدولي، وحض الرئيس على وقف استخدام القوة العسكرية ضد المدنيين فورا".

وشدد بان ايضا على مسامع الاسد في اول اتصال بينهما منذ نيسان/ابريل على ان الاعتقالات الجماعية التي تنفذها السلطات بحق المناوئين لها يجب بدورها ان تتوقف.

وخلال المكالمة الهاتفية برر الاسد مجددا استخدامه القوة بان "عددا كبيرا" من قوات الامن السورية قتل في الاحتجاجات، ورد عليه الامين العام بالقول انه يدين اعمال العنف ضد المدنيين وقوات الامن على حد سواء، بحسب نيسيركي.

 

البطريرك الراعي زار الشوف: نتطلع الى أن يتحول الحوار الوطني الى مؤتمر وطني شامل.

 واصل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي جولاته في المناطق اللبنانية فزار منطقة الشوف. واستهل الزيارة بترؤس قداس عيد سيدة التلة في كنيسة سيدة التلة، بمشاركة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان. وأقيم للبطريرك استقبال على مدخل البلدة حيث سار وسط الحشود نحو الكنيسة على وقع الموسيقى والتراتيل.

وبعد الانجيل المقدس القى الراعي عظة شكر فيها رئيس الجمهورية ميشال سليمان على وجوده في بيت الدين. واضاف "تعملون على استعادة لبنان دوره البناء في الاسرة العربية والدولية ونصلي كي تتمكنوا مع معاونيكم لتحقيق امنيتكم التي اعربتم عنها في عمشيت يوم قلتم انكم تسعون الى تفعيل الحوار الوطني مع قادة البلاد وممثلي الشعب، هذا الحوار الهادف الى حماية لبنان وتحصينه من المخاطر والتوافق على استراتيجية دفاعية وطنية، ونتطلع الى ان يتحول الحوار الى مؤتمر وطني شامل ينطلق من اساس وثيقة العيش معا بحيث يتلاءم واقعنا مع تحديات عالمنا العربي وتحديات العولمة".

 

ندوة للامانة العامة لـ14 آذار في ذكرى 7 آب 2001: لا 7 آب ولا 300 7 آب جديدة تستطيع إبقاء لبنان تحت نير وصاية سلاح حزب الله.

 نظمت الأمانة العامة لقوى 14 آذار ندوة في الذكرى العاشرة لـ7 آب 2001 تحت عنوان "رفضا لتكرار احداث آب 2001 في آب 2011".

وأوضح الصحافي شارل جبور في افتتاح الندورة ان المبادرة تأتي انطلاقا من كون 14 آذار مؤتمنة على الحريات العامة كما على قيم السيادة والاستقلال والعدالة والعيش المشترك، وفي ظل الهواجس من العودة بالبلاد إلى زمن ما قبل الخروج السوري من لبنان، هذه الهواجس التي تثبتها الوقائع يوما بعد يوم منذ الانقلاب الأسود وتشكيل حكومة سوريا وحزب الله في لبنان إلى التحريض الوزاري على وسائل الإعلام اللبنانية تمهيدا لإسكاتها وصولا إلى عودة الشبيحة إلى شوارع بيروت في مشهد يذكرنا بواقعتي قصر العدل وتظاهرة السواطير التي أطلت برأسها مجددا للاعتصام غدا تحت عنوان ما يسمى المقاومة ردا على الوقفة التضامنية مع الشعب السوري.

واوضح "نجتمع اليوم لإحياء ذكرى كنا اعتقدنا أن أصحابها اتعظوا من أن نهج القمع والتسلط والظلم والاستبداد لا يدوم في لبنان، فلا 7 آب ولا 300 7 آب كان باستطاعتها إبقاء لبنان تحت نير الوصاية السورية، كما لا 7 آب ولا 300 7 آب جديدة باستطاعتها إبقاء لبنان تحت نير وصاية سلاح حزب الله".

واضاف "لقد حاولوا ضرب اتقاق الطائف فاغتالوا الرئيس رينيه معوض، وحاولوا ضرب المصالحة الوطنية فاعتقلوا الدكتور سمير جعجع، وحاولوا ضرب الدينامية السيادية-الاستقلالية التي أطلقها البطريرك صفير في البيان الأيلولي فكانت 7 آب، وحاولوا ضرب جسور الشراكة المسيحية-الإسلامية التي امتدت بين بكركي والمختارة وقرنة شهوان وقريطم فاغتالوا الرئيس رفيق الحريري، هذا الاغتيال الذي أدى بخلاف كل الإغتيالات السابقة والغاية من ورائها إلى مزيد من الوصل لا الفصل، فكانت انتفاضة الاستقلال وثورة الأرز".

ولفت الى انه "لم يعد من مكان في هذا العالم للاستبداد وللأنظمة التي تصادر الحريات، فالشعوب تريد الحرية والديمقراطية والعيش بكرامة، ولكن، ويا للأسف، في الوقت الذي تناضل فيه الشعوب العربية للحصول على الحرية، نرى في لبنان من يحاول بقوة السلاح سلب هذه الحرية من اللبنانيين وانتاج نظام استبدادي بعكس الواقع اللبناني التاريخي ورياح التغيير في المنطقة والتي حظيت اليوم بموقف ينسجم مع دور الكنيسة التاريخي من خلال مطالبة قداسة البابا بينديكتوس السادس عشر الاستجابة للمطالب المشروعة للمواطنين السوريين".

وشدد على "إن الربط بين آب 2001 وآب 2011 حتّمتْه الوقائع التي أسلفنا، ومن هنا جاء اختيار الأمانة العامة للشخصيات المنتدية التي ترمز بحضورها إلى هاتين المحطتين، من الدكتور توفيق هندي الذي كان الضحية الأكبر لأحداث 7 آب باعتقاله 15 شهرا وكاد يحكم عليه بالإعدام، إلى الدكتور سامي نادر بصفتيه المناضل في سبيل الحريات وممثلا عن الـMTV المحطة الشريكة في معركة السيادة والاستقلال، والصحافية سناء الجاك التي أضاءت بقلمها سنوات الظلمة في عهد الوصاية والتي استفزها ما يحكى اليوم عن وجوب ضبط الإعلام وتقييد الحريات، والكاتب يوسف بزي الثائر في وجه الطغاة والمتسلطين في لبنان والعالم العربي وأحد أبرز المحركين للقاءات التضامنية مع الشعب السوري، وصولا إلى اليساري الديمقراطي الياس عطالله الذي كان أحد أبرز المساهمين في فتح الباب على الربيع اللبناني، وقد ظل ينظر بقلق إلى مستقبل هذا الربيع إلى حين أطل الربيع العربي باعتباره إحدى الضمانات لديمقراطية لبنان".

من جهته ذكر الاستاذ توفيق الهندي انه "في مثل هذا اليوم منذ عشرة سنوات عند الساعة الثامنة مساء" إستباحت قوة من ممتهني العنف الرسمي منزلي وإختطفتني دون أية مذكرة توقيف رسمية، وسط صراخ إبنتي ساره وهي في العاشرة من عمرها وأحتجاجات زوجتي القوية والمحبة. فكبلوني بزناري وربطوا رأسي بقميسي وساقوني إلى أقبيتهم القبيحة، أقبية القهر والتعذيب حيث أجروا ما سموه الإستجواب الأولي لمدة أحد عشر يوما". هذا ما حصل معي في تلك الليلة المشؤومة وهذا ما تمارسه السلطة نفسها اليوم في سوريا بحق المناضلين من أجل الحرية".

وتابع "بعد ذلك، نقلوني لمدة ستة أيام إلى الإنفرادي في قصر نورا وتم إستجوابي من قبل قاضي التحقيق العسكري في المحكمة العسكرية وبعدها نقلت إلى إلى سجن روميه ذّات الخمسة نجوم حيث اللصوص والمهربين والمجرمين والمظلومين ونسبتهم بالمناسبة 50 %".

وشرح "بدأت مهزلة محاكمتي من القضاء المسيس وصدرالقرار الظني الذي يطالب بإعدامي. والمضحك المبكي هنا أن أحد القضاة المعنيين الرئيسيين بمحاكمتي قال لي، بعد ثلاثة أشهر من خروجي من السجن وبصوت مرتفع أمام جمهور واسع في صالون كنيسة الحكمة جاء للتعزية بفقيد وذهل الناس لما سمعوه: "قلت لقريب لك عندما كنت لا تزال قيد المحاكمة أنهم سوف يحكمونك بالسجن خمسة عشر شهرا" ليحفظوا ماء وجههم".  

ولفت إلى أن "7 آب 2001، محطة تاريخية هامة لأضخم عملية قمع قامت بها السلطة الأمنية-السورية اللبنانية منذ 1994 بهدف الإجهاز على المسيرة الاستقلالية التي شهدت انطلاقتها العملية في 20 أيلول 2000 من خلال نداء بكركي التاريخي. وقد تم توقيت هذا النداء بعد سلسلة أحداث هامة : جلاء الاحتلال الإسرائيلي عن جنوب لبنان في 25 أيار 2000، فشل لقاء كلينتون-الأسد في جينيف في الشهر عينه وتوقف المفاوضات نهائيا" على المسار السوري- الإسرائيلي، كما وفاة الرئيس حافظ الأسد في 10 حزيران. وأجراء الانتخابات النيابية في آب 2000".

وذكر انه "مواكبة لهذه التطورات ، ازداد التنسيق في هذه الفترة بين القوى السيادية: من جهة لجة التنسيق الثلاثية (التيار، القوات،الأحرار) ومن جهة أخرى لقاء قرنة شهوان غير العلني والذي كان يضم في صفوفه أعضاء لجنة التنسيق الثلاثية إلى جانب شخصيات أخرى وكانت زيارة غبطة البطريرك صفير لأميركا مناسبة لترسيخ خطابه السيادي. وعند عودته، تم تنظيم استقبال شعبي حاشد في بكركي، بناء على إقتراح لقاء قرنة شهوان وإصراره. فبات للحركة السيادية في لبنان رأس أو مرشد وخطاب وطني وشعبية واسعة. فأصبح لا بد من استكمال بنائها بإعلان تأسيس لقاء قرنة شهوان الرسمي والموسع في 30 نيسان 2001 ليكون بالإضافة إلى التيار الوطني الحر ساعدها السياسي".

وشدد على انه "مع التطور والنمو السريعين للحركة السيادية بدأت تتلبد الغيوم في سماء النظام الأمني السوري- اللبناني وبدا له وكأن التواصل بين الحركة السيادية والسيد وليد جنبلاط بات ينذر بتمدده إلى الشهيد الرئيس رفيق الحريري، أي إلى داخل السلطة، مما كان يضاعف الخطر عليه. وأتت زيارة غبطته للجبل بين 3 و5 آب 2001 لترسي المصالحة التاريخية وتشكل نقلة نوعية في الوضع. فكانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. فانقضت السلطة على الحركة السيادية بهدف إلغائها إلغاء" كاملا" كحد أقصى ووضع حد لنموها المطرد كحد أدنى".

وأردف إذا كان 7 آب عنوانا" لقمع طلاب الحركة السيادية وبعض كوادرها وقياداتها إلى جانب بعض الإعلاميين، فإنه تركز بالدرجة الأولى على خطفي واحتجازي و"محاكمتي"، لما كان لهذا الأمر من معان وتداعيات خطيرة. ولا بد هنا من التذكير بأن خطة السلطة تمحورت حول "محاكمتي": ففبركت مؤامرة جعلتني بطلها، مفادها أني تآمرت بهدف لا يقل عن التعرض لأمن الدولة، أي للانقلاب على السلطة الأمنية القابضة على حرية لبنان. ولكن السؤال هو، لماذا بين كل قيادات الحركة السيادية انتقتني السلطة لتفعل فعلها؟ لأني كنت في الوقت عينه بنظرها الحلقة الأضعف وبالتالي لن ينتج عن إعتقالي تداعيات ذات شأن والحلقة الأقوى بمعنى أن فعاليتي في التصدي لها يتطلب إغتيالي سياسيا" إن لم يكن بالإمكان إغتيالي جسديا"،مما يشكل درسا" وترهيبا" لللحركة الإستقلالية . هذه هي سمة الأنظمة الدكتاتورية".

وختم "إني متفائل موضوعيا" بالمستقبل القريب: إن ربحهم تكتيكي مؤقت جدا" وخسارتهم محتمة وإستراتيجية. في النهاية ، لبنان الكيان والشعب والدولة هو وحده الذي سوف ينتصر.! فالنصر للبنان الكيان التعددي المميز في محيطه والدولة العصرية القوية الآمنة المستقرة السيدة الحرة العربية الديمقراطية. النصر لثورة الشعوب العربية من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة".

اما الصحافي يوسف بزي، لفت الى "اننا نجتمع اليوم هنا، متسلحين بالفقرة (ج) من مقدمة الدستور اللبناني، التي تنص على أن "لبنان جمهورية ديموقراطية برلمانية، تقوم على احترام الحريات العامة وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد"، ونجتمع هنا لنقول أن حركة 14 آذار في منطلقاتها، وقبل "إنتفاضة الإستقلال"، إنما هي حركة الإستقلاليين والسياديين الذين ناضلوا منذ تسعينات القرن العشرين من أجل استرداد الديموقراطية والدفاع عن الحريات، وتحكيم الدستور في حياتنا العامة. ويبدو أننا مقبلون على هكذا نضال مجدداً".

واضاف "كلنا نذكر أنه بعد العام 1998، بدا واضحاً أن "الوصاية السورية" قررت تكوين سلطة "عسكريتارية" في لبنان، فاستولى الجهاز الأمني المشترك اللبناني-السوري على الحياة السياسية وأمسك بمفاصلها وكواليسها ولغتها وقراراتها، وتحول هذا الجهاز إلى "حكومة خفية"، وانتشر في الأدبيات السياسية مصطلح "الأشباح". تلك السلطة العسكريتارية- المخابراتية بسطت نفوذها على الوزارات والمؤسسات، وفرضت سطوتها على المجلس النيابي، ونفذت إلى الجسم القضائي وعبثت به".

وتابع "كلنا نذكر كيف أن هذا الجهاز الأمني المشترك كان في ممارسته اليومية وفي عقليته يعبّرعن ازدرائه العميق للحياة المدنية وللحريات العامة والفردية. كان ذاك عهد الرقابة بامتياز وعهد القمع المتمادي إلى حدّ منع "نشيد الأناشيد" في مهرجانات بعلبك مثلاً. كان عهد الأفلام الممنوعة والأشرطة الموسيقية الممنوعة والكتب الممنوعة. عهد إقفال محطات التلفزه وعهد التهديدات والملاحقة اليومية للصحافيين وعهد الاتصالات الهاتفية للصحف بأوامر ما هو مسموح وما هو غير مسموح نشره وكتابته".

وأوضح "بلغ القمع ذرى جديدة بعد العام 2000، إذ لم تعد تكتفي سلطة الوصاية وأدواتها بالاستيلاء على الحياة السياسية وعلى الدولة، إنما صارت تطارد كل شاب وكل ناشط وكل مجموعة سياسية معارضة. هل تذكرون كيف كان يتم تشويه سمعة كل ناشط عبر اعتقاله بتهمة اللواط؟ هل تذكرون كيف كان يتم تشويه سمعة كل شاب معارض عبر تلفيق تهمة من نوع "عبادة الشيطان" أو تعاطي المخدرات؟ ناهيكم طبعاً عن تهمة العمالة لإسرائيل؟ هل تذكرون عمليات الخطف الليلي، وجحافل العسكر عند بوابات الجامعات؟ هل تذكرون التنصت على الهواتف، والشاحنات المعبأة بالشبان، وأقبية المعتقلين تحت الأرض؟"

 وتابع "نجتمع اليوم في 7 آب 2011 لنذكّر أنفسنا ونذّكر اللبنانيين أنه في مثل هذا التاريخ قبل عشر سنوات، قام "زعران" أو "شبيحة" أو "بلطجية" أو "أشباح" النظام الأمني المشترك اللبناني- السوري، بتحطيم أضلع وتكسير عظام الطلاب أمام مبنى العدلية في يوم أسود للحريات وللديمقراطية اللبنانية. حيث لم يتم فقط قمع تظاهرات الشبان والطلاب، إنما تم ترهيب اللبنانيين جميعهم من أجل تعميم روحية الرضوخ وتعميم قانون الصمت والإذعان"

 وذكر انه "بعد عشر سنوات على هذه الذكرى، قام الزعران الفاشيون، رفقاء "الشبيحة" وحلفاء "الأشباح"، بالاعتداء يوم 4 آب 2011 على ناشطين شبان نظموا اعتصاماً مدنياً- سلمياً في شارع الحمرا مقابل السفارة السورية. وهي حادثة من سلسلة حوادث تقع في تلك المنطقة بالذات، منذ غزوة 7أيار 2008 ، التي أحالت الشطر الغربي من بيروت إلى منطقة محتلة من قبل ميليشيات الحزب السوري القومي الإجتماعي، حليف حزب السلاح. وتزامنت حادثة الحمرا مع ميل لدى مجلس الوزراء لتسليط الرقابة الزجرية على الإعلام اللبناني كي يكون إما ساكتاً وإما بوقاً إضافياً للنظام السوري".

واوضح "من أجل كل هذا نعلن أن لبنان مهدد، وعلى عكس مجرى التاريخ، مرة جديدة، بحرياته. مهدد بازدياد المربعات الأمنية التي نكتشفها مرة في لاسا ومرة في الحمرا ومرات لا تحصى في عين الحلوة أو البقاع الغربي أو في الضاحية الجنوبية أو في ضواحي طرابلس. ونعلن أنه ممنوع على أحد منع حرية التعبير وحرية التظاهر. ممنوع على أي كان، سلطة أو ميليشيا، المسّ بشعرة في رأس شابة لبنانية أو شاب لبناني يريد أن يعتصم أو أن يضيء شمعة أو أن يقول كلمة.

إن 14 آذار تعلن أنه بعد كل ما حدث منذ 7 آب 2001 : ممنوع الخوف".

واشار الى "إن 14 آذار تحذر حزب السلاح وحلفاءه، وتحذر السلطة، وتحذر الشبيحة، بأن الحريات خط أحمر، وهي بالنسبة إلينا معركة المعارك. وسنواجه هذه النزعة المستجدة نحو القمع بكل الوسائل القانونية، والمدنية والسلمية. وإننا نحمل السلطة الجديدة مسوؤلية ما حدث في بيروت ونطالبها بملاحقة الفاعلين ومحاكمتهم، إلا إذا كانت هذه السلطة هي نفسها من طينة سلطات ما قبل 2005 التي رعت تظاهرات السواطير ونأت بنفسها عن حقوق الإنسان وعن مسؤوليتها بالدفاع عن الحريات وصونها. إننا، أيضاَ، بهذه المناسبة ندعوكم لدعم التحرك الذي سيقوم به مثقفون لبنانيون غداً عند التاسعة مساءً أمام نصب شهداء لبنان في وسط بيروت للتضامن مع الشعب السوري الذي ينتفض من أجل الحرية، كما انتفضنا نحن للمرة الأولى في 7 آب 2001 وانتفضنا في 14 آذار 2005 ضد النظام نفسه وملحقاته المحلية".

بدورها اعتبرت الصحافية سناء الجاك ان "حرية التعبير محفوظة في لبنان هذه الايام، فقط لمن يؤيد النظام السوري ومعه محور الممانعة. اما من يعارض فليس له ان يستعين بالقوى الامنية اللبنانية التي تنأى بنفسها فلا تتدخل تاركة للتعبير الديموقراطي بالسكاكين والعصي ان يأخذ مداه. كما حصل في الحمرا قبل ايام، مع شبيحة محليين وتحت انظار القوى الامنية. والنتيجة حتى تاريخه: لا عقاب ولا من يحزنون، مع ان الواقعة موثقة بالصوت والصورة والشهود".

وتابعت ان "الطريف ان يقول السفير السوري علي عبد الكريم : «نحن ليس لدينا (أمن) خاص بنا و(أمننا) هو الأمن اللبناني، متوجهاً بالشكر للقيادات الأمنية والجيش الذين سارعوا إلى الاستجابة وضبط إيقاع الأمن».

انا اصدق السفير السوري...الامن في لبنان له ايقاع تضبطه قوى الممانعة على نغماتها الخاصة الاستنسابية، وتحديداً عندما يتعلق الامر بحرية التعبير للاعلامي الذي لا يوالي هذه القوى".

وشددت على ان الحال ليست طارئة علينا، والسبب كان دائماً وابداً حساسية الشقيقة من حرية التعبير عندنا...وليس سراً ما اوردته صحيفة النهار في زاوية (اسرار) نقلا عن مسؤول سابق قال إن انزعاج سوريا من حرية الاعلام في لبنان ليس جديداً، وهي حاولت في مستهل عهد الرئيس الراحل الياس سركيس فرض الرقابة على الصحف. يكفي ان نعود الى اغتيال رياض طه وسليم اللوزي وغيرهم... لنعرف ان اعتبار لبنان "خاصرة رخوة" سببه الاول والاخير حرية التعبير والاعلام التي تزعج الجيران".

وتابعت "من هنا كان لا بد من ترويضنا وارساء اسس "الرقابة الذاتية"، والتي يلتزم بها حوالى 90 % من الاعلاميين ممن استفتتهم مؤسسة "مهارات" وقالوا أنهم امتنعوا في وقت من الأوقات أثناء عملهم عن التطرق الى موضوع معين".

واوضحت "كلنا نعرف انه بعد اتفاق الطائف، تلازمت "الرقابة الذاتية" مع العمل الجدي لارساء نظام امني سوري- لبناني لكم الافواه والايدي التي لا تجيد البصم والتصفيق. الرئيس فؤاد السنيورة كان اول ضحاياه، عندما حوصر مكتبه 36 ساعة في الحكومة الاولى للرئيس الشهيد رفيق الحريري. والحجة ان سكرتيرته انتقدت الجيش بعد رفض السنيورة الذي كان وزيرا للمال آنذاك المواقفة على صفقة سيارات رباعية الدفع وحديثة الطراز ليكزدر فيها الضباط ذوي الحظوة. آنذاك كان النظام الامني بقيادة اميل لحود ومعية جميل السيد يقوم بأول بروفة كم افواه ، فسعى الى توقيف السكرتيرة لولا تدخلات على اعلى المستويات. ولم يأخذ الموضوع حقه اعلامياً لأن الجيش خط احمر".

وذكرت ان الشهيد سمير قصير ذاق ايضاً طعم النظام الامني...عدا ملاحقة الامن العام له، اوقف برنامجه في تلفزيون لبنان لأنه تطرق الى مستوى الفقر في بداية عهد اميل لحود.. كلنا نعرف ان مواصيل الاجهزة وصلت الى وزراة الخارجية في حكومة الرئيس سليم الحص 1998 فتمركز فيها عدد من ضباط المخابرات. وبقيت الاشارات الاعلامية الى الموضوع خجولة. بعد ذلك لم يعد من داع لمخابرات مع الوزراء الذين تولوا حقيبة الخارجية".

ولفتت الى انه "في "7 أيار" حاولوا ان يتخلصوا من كل صوت لا ينصاع لهم. اكتشف المراسلون هذا الواقع بالتدريج. وتواترت الاخبار عن اعتداءات بالجملة والمفرق على صحافيين ومصورين. وصلت ذروتها مع الاقفال القصري لـ«المستقبل» من تلفزيون وراديو وصحيفة، اضافة الى اقتحام مكاتب مجلة «الشراع»، وكذلك اذاعة «سيفان» الارمنية في منطقة مار الياس.... ولعل مشهد احراق المبنى القديم لتلفزيون «المستقبل» في منطقة الروشة يذكرنا بـ«البيان رقم واحد» الذي يعلن بواسطته الانقلابيون انهم استولوا على مقاليد الحكم.

ومنذ "البيان رقم واحد" فهمنا ان الحمرا اصبحت مربعاً امنياً للحؤول دون حرية التعبير. وتالياً فإن من يعبرها يخضع حكماً لفحص دم في الوطنية".

 واضافت "كما حصل لعمر حرقوص في ايلول 2008 عندما قالوا له: فلّ...وفلّ عمر من شارع الحمرا، كما كانت إرادة المعتدين عليه. اقنعوه ديموقراطياً بلكماتهم المركزة والموجهة الى عنقه وعينيه وصدره. ولم يحاسبهم قضاء ولا قدر. والخير لقدام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعدد من الوزراء أثاروا التصريحات التي يطلقها بعض القيادات والشخصيات ضد النظام السوري من زاوية اانها تضر بلبنان وتعتبر تدخلا في الشؤون الداخلية لسوريا، وشددوا على وجوب تنبيه اصحاب هذه المواقف الى الضرر الذي تلحقه بالعلاقة اللبنانية ـ السورية التي بنيت على اسس جديدة ايام الحكومة السابقة. (فالرئيس ميقاتي يغطي الجرائم المرتكبة هذه الايام بشماعة الحكومات السابقة)".

 واوضحت "اما وزير الدولة نقولا فتوش فقد اثار مسألة "الإعلام الفالت ضد سوريا" وطريقة تعاطيه السلبية مع الوضع السوري، فشدد على أن هذا الاعلام يخالف القوانين المرعية الإجراء ولا سيما منها قانون تنظيم الاعلام الذي يحظر على وسائل الاعلام التعرض للدول الشقيقة والصديقة ورؤسائها وملوكها. وفي المعلومات ان المجلس طلب الى وزير الاعلام وليد الداعوق معالجة هذا الامر مع المؤسسات المعنية. كما تلاحظون المطالبة بتطبيق قانون الاعلام مقتصرة على تحظير التعرض لسورية وايران، فقط. فلا حقوق للأعلاميين عندما يقتربون من لاسا واخواتها.. ولا لزوم ليعلق رئيس الحكومة على منع القوى الامنية ووسائل الاعلام من الاقتراب من مكان الانفجار الاخير في الضاحية".

 واضافت "مبدئياً لن نحاسبه، فنحن لا نعرف لماذا نأى بنفسه عن التطرق الى الموضوع. ايضاً لا نعرف متى سيجتمع وزير الاعلام مع المؤسسات المعنية لشرعنة كم الافواه.. لكن ابشروا... يبدو ان التطبيق لن ينتظر المعالجة الرسمية...فقد أفاد عدد من السكان في منطقة "التعمير" في صيدا عن إقدام عناصر من مخابرات الجيش اللبناني على مداهمة المنطقة واعتقال عدد من الأشخاص على خلفية شعارات مؤيدة لثورة الشعب السوري كُتبت على جدران الشوارع. بعد هذا العرض هل هناك ما يبرر القلق حيال واقع حرية التعبير في لبنان؟ ام نكتفي بالانصياع لمن يقول لنا: شو بدك بهالشغلة؟؟؟ او نبقى مصرين على "هالشغلة" حتى لو سمعنا من يقول لنا: "شو ما رح نخلص منك".

 

احمد الحريري: التجمع مساء الاثنين في وسط بيروت اساسي للتضامن فيما يتعلق بموضوع الحريات.

 جدد الأمين العام لتيار "المستقبل" احمد الحريري التمسك بالمناصفة بين المسلمين والمسيحيين واتفاق الطائف، مؤكدا اننا لن نتخلى عن شعار "لبنان اولا" الذي يعني مصالح لبنان والعيش المشترك.

مواقف الحريري جاءت خلال ندوة عقدتها الأمانة العامة لقوى "14 اذار" في مقرها في الاشرفية لمناسبة الذكرى العاشرة لـ7 اب تحت عنوان "تأكيد على الحريات ودعم الشعب السوري"، بحضور منسق الامانة العامة فارس سعيد، عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب ايلي كيروز، النواب السابقون: غطاس خوري، الياس عطالله، سمير فرنجية، عضو المكتب السياسي في تيار "المستقبل" نصير الاسعد، الصحافي يوسف بزي، توفيق الهندي وسامي نادر وحشد من الشخصيات السياسية.

وقال الحريري: "الطرف الاخر يحاول القول ان تغيير الانظمة العربية، خصوصا إذا حصل في سوريا، فذلك فيه خطر على الاقليات في لبنان، هذا الخطر ياتي في حال تعاطينا مع هذا التغيير على أساس أن اكثرية جديدة سوف تتشكل ما بين لبنان وسوريا".

اضاف: "من هنا نقول نحن متمسكون بالمناصفة والطائف ومتمسكون بالخطاب الذي أعلنه الرئيس سعد الحريري، اي "لبنان اولاً" الذي يعني مصالح لبنان وعيشه المشترك هو أولوية بالنسبة لنا ولن نتخلى عنه ابداً".

واشار الى ان "التحرك الذي سيقوم به عدد من المثقفين اللبنانيين مساء الاثنين امام نصب الشهداء في وسط بيروت للتضامن مع الشعب السوري، أمر أساسي للتضامن فيما يتعلق بموضوع الحريات الذي لا حدود له ليس في لبنان فقط بل في آخر بلد تضطهد فيه الحريات، نستطيع الوقوف الى جانبه إنسانياً ونشارك في الدفاع عنه".

 

وهبي قاطيشه: موقف لبنان وضعه كدولة مارقة على هامش الامم المتحدة.

 أكد أمين السر العام في حزب "القوات اللبنانية" العميد وهبي قاطيشه ان الحكومة اتت على اساس كيدي، مشددا على ان كل الشعارات التي طرحها الفريق الاخر سابقا لا نراها اليوم.

واذ رأى ان موقف لبنان في الامم المتحدة اضر بلبنان لانه وضعه كدولة مارقة على هامش الامم المتحدة، لفت قاطيشه في حديث لـ"أخبار المستقبل" الى ان لبنان متأثر اجتماعيا وسياسيا بسوريا، مشددا على ان التأثير السوري على الداخل اللبناني اصبح محدودا لان سوريا تسيطر على الحكومة لكنها لا تستطيع السيطرة على الحكم.

وسأل قاطيشه: "ماذا ذهب ليفعل وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور في دمشق الاحد في ظل نظام متهاو ؟ وماذا ذهب يفعل وزير الطاقة والمياه جبران باسيل الاسبوع الماضي في سوريا؟"، وقال: "مهما حاولوا اعادتنا الى الوراء لا يستطيعون سلخ لبنان عن العالم العربي وجعله لايران".

واوضح قاطيشه ان القيام بحوادث في لبنان يحتاج لفريقين يملكان السلاح في حين ان السلاح موجود في يد "حزب الله" فقط، معتبرا انه انسانيا لا نستطيع الوقوف كمتفرجين ازاء ما يجري في سوريا ولا نستطيع الا ان ندين ما يحصل. واشار الى انه لا يمكن ايجاد صيغة مشتركة بين النظام السوري والشعب الذي لم يعد يستطيع التأمين لهذا النظام.

من جهة اخرى، اكد قاطيشه ان "القوات اللبنانية" عانت 7000 مرة من 7 آب، آسفا لان الذين كانوا معها في 7 آب 2001 يغطون اليوم السلاح الميليشياوي.

الى ذلك، شدد قاطيشه على ان غياب الدولة عن المخيمات الفلسطينية يؤدي الى ترجمة الانقسام الفلسطيني الداخلي داخل المخيمات، معتبرا ان لبنان يجب ان يكون رأس سهم للمطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في الامم المتحدة. 

 

"النهار" تنشر وثيقة أساسية في الذكرى العاشرة لاعتقالات 7 آب 2001 خلاصة إفادة اللواء نديم لطيف عن التحقيقات معه في مديرية المخابرات.

 

 يصادف اليوم الذكرى العاشرة لاعتقالات 7 آب 2001 التي عدت احدى أبرز المحطات القمعية على يد النظام الأمني اللبناني – السوري المشترك عامذاك ضد أحزاب المعارضة المسيحية وقياداتها. وفي المناسبة، حصلت "النهار" على وثيقة تنشرها للمرة الاولى، وهي خلاصة إفادة أدلى بها أبرز رموز المعارضين الذين شملتهم الاعتقالات، اللواء نديم لطيف، الذي كان يشغل آنذاك مركز المنسق العام لـ"التيار الوطني الحر"، وقد وضع بنفسه هذه الإفادة نتيجة التحقيقات التي أجريت معه لدى توقيفه في مديرية المخابرات بين 7 آب 2001 و11 منه وتمكن من تدوين الخلاصة بعد نقله الى نظارة الشرطة العسكرية في جسر الباشا وزود نقابة المحامين ومحامي الدفاع عنه لاحقاً نسخة منها. وهنا النص الحرفي للافادة:

"تعقد الهيئة العامة في التيار الوطني الحر اجتماعا دوريا لها مرة في الأسبوع. كان قد أعلن قبل انعقاد جلسة 31/7/2001 عن زيارة كان سيقوم بها البطريرك صفير بعد أقل من أسبوع لمنطقة الشوف ومدينة جزين. قلت في نفسي عندما قرأت الخبر في الصحف: عسى ألا يُطرح هذا الموضوع في الهيئة العامة لأنني كنت أحبذ عدم مشاركة التيار شعبياً في الاستقبال، لأنه في مثل هذه الحالات، يستحيل منع كل الناس من حمل اللافتات والصور وإطلاق الشعارات إذ أنني كابن المنطقة أدرى بشعابها ممن قد يأتونها من الخارج بحيث أن التصرف على النحو الآنف ذكره سيكون له وقع سيئ في نفوس فئة من السكان إذ إنه سيثير فيهم ذكريات أليمة كان هدف زيارة البطريرك طي صفحاتها. لكن، وما إن افتتحت جلسة الهيئة العامة في تاريخ 31/7/2001، حتى طلب الكلام المحامي زياد أسود رئيس هيئة قضاء جزين في التيار وقال إنه استوضح المسؤولين عن الإعداد للزيارة في بلدته عن نوعية المشاركة في الاستقبال، فقيل له، لا سيما من الأب أبي كسم، إن الأحزاب والتيارات ليست مدعوة بهذه الصفة. تدخل هنا الدكتور ماريو عون رئيس هيئة قضاء الشوف في التيار وقال إن الوضع يختلف عما يبدو في بلدة الدامور لأن رئيس البلدية، وهو من آل الغفري، اتصل به وسأله عن نوعية مشاركة التيار فأجابه أن الموضوع لم يبحث بعد. تداولنا الأمر وقررت أن أشارك بمفردي أنا وماريو عون واتصلت للحال بالعماد عون هاتفياً وأبلغته أننا لن نشارك في جزين بل في الدامور على النحو الذي سبق ان ذكرت. وافق وقال لي: "إذا شئت فليرافقك أربعة أو خمسة أشخاص على أن يكونوا جميعهم من الشوف وفي مطلق الأحوال الأمر متروك لتقديرك". 

دخل قاعة الاجتماع في هذه الأثناء شاب طويل القامة لا أذكر أنني كنت شاهدته قبلاً وقال لي: "سيكون الاستقبال في بلدة الكحاله كبيراً وستشارك فيه جميع الأحزاب والتيارات وسترفع القوات اللبنانية بنوع خاص اللافتات والصور بكثرة. نحن الأكثر عددا في المنطقة فلماذا لا نرفع بعض اللافتات؟". أجبته: "وفق معلوماتي ليس هناك من قداس في بلدة الكحالة". أجاب: "نعم ليس هناك من قداس لكن البطريرك سيتوقف لبعض الوقت في البلدة". قلت له عندها وعلى مسمع من جميع أعضاء الهيئة العامة: "ألم يحن الوقت بعد لنتخلص من هذه النغمة، نغمة التسابق على رفع الصور واللافتات؟ يمكن أن تكون لدى القوات نظرة إلى هذا الموضوع تختلف عن نظرتنا إليه. إذا أردتم المشاركة محليا فشاركوا دون صور ولافتات". ثم دار الحديث بعد ذلك حول أمور أخرى.

 

قداس البطريرك صفير في الدامور

توجهت مع الدكتور ماريو عون في سيارتي إلى الدامور وانضممنا إلى وفد الاستقبال الرسمي في مكتب النائب إيلي عون ثم شاركنا في القداس. لم ألاحظ أي تجمع لعناصر التيار. إلا أنه، لدى نزولنا إلى الطريق العام، ألقى علي سبعة أو ثمانية شبان التحية بتودد ومن دون أن يكون لي معرفة سابقة بهم. لم يكونوا كتلة واحدة كما أنهم لم يكونوا يحملون أي صور أو لافتات. قلت في نفسي إن هؤلاء الشبان ينتمون بالتأكيد إلى التيار. عدت بعد القداس بمفردي إلى منزلي.

 

قداس البطريرك في دير القمر

اتصل بي هاتفيا في اليوم التالي الاستاذ دوري شمعون وسالني عما إذا كنت سأحضر قداس يوم الأحد. ترددت ثانيتين أو ثلاثاً لأنني لم أكن قد عزمت على المشاركة، ثم أجبته بأنني سوف أحضر. قال عندها: "إني أطرح عليك السؤال كي نحتفظ لكم بمقعدين أو ثلاثة". اتصلت على الأثر بالدكتور ماريو عون واتفقنا على المشاركة كلينا دون سوانا والالتقاء في دير القمر عند الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم الأحد. وصلت قبل ماريو بنحو ربع ساعة وأخذت مكاني في أحد المقاعد. لم ألاحظ أي تجمع للتيار الوطني الحر إنما شاهدت لافتات وأعلاما وصورا يرفعها عناصر من حزب الوطنيين الأحرار والقوات اللبنانية. عمد هؤلاء في بعض محطات الاحتفال إلى إطلاق شعارات مختلفة حول الاستقلال والسيادة والقرار الحر ووجوب خروج الجيش السوري من لبنان وضرورة إطلاق الدكتور سمير جعجع والهتاف بحياته، الأمر الذي لم يرق على ما يبدو لرئيس الجمهورية، فاضطر عندما غادر مكان الاحتفال، إلى سلوك طريق غير تلك التي كان سلكها عند دخوله.

 

محطة الكحالة

 أثناء عودة البطريرك من زيارته للشوف، كنت ألعب النرد مع عديلي في منزلي في عجلتون. كنت أدير ظهري إلى جهاز التلفاز إنما كنت أسمع سرد تفاصيل سير الموكب من المذيع. قال لي عديلي في لحظة ما: "شوف هودي جماعتكم". استدرت نحو جهاز التلفزيون فشاهدت صورا للعماد عون إلى جانب صور أخرى عدة إنما لم أتمكن من قراءة ما كان مكتوبا على اللافتات لصغر حجم الشاشة. ثم كان أن انتهر البطريرك الشبان الذين كانوا يرددون الشعارات على النحو الذي سمعه جميع الناس.

 

الثلثاء في 7/8/2001

اجتمعت الهيئة العامة عند الساعة الخامسة والنصف مساء. أذكر أنه كان من بين المواضيع المدرجة على جدول الأعمال موضوع العشاء السنوي الذي كان التيار يزمع إقامته في أحد مطاعم الروميه وموضوع تقويم زيارة البطريرك صفير للشوف. كان جميع أعضاء الهيئة العامة حاضرين بالاضافة إلى ناشطين آخرين في غرفتين مجاورتين. لم يستغرق البحث في الموضوع الأول أكثر من عشر دقائق انتقلنا بعدها إلى تقويم زيارة البطريرك صفير للشوف. باشرت بسؤال المحامي جورج حداد، كونه ابن بلدة الحدت، عما إذا كان شارك في استقبال البطريرك صفير في الكحالة، وكم كان عدد ناشطي التيار الذين كانوا هناك، كما وعدد اللافتات التي كانوا يحملون. أجابني أنه شارك في الاستقبال وأن عدد عناصر التيار لم يتجاوز الاثني عشر كان بعضهم يحمل صورا للعماد عون واثنان يحملان لافتتين. أضاف أن هؤلاء كما سواهم كانوا يرددون الشعارات المعهودة حول ضرورة خروج الجيش السوري من لبنان في سبيل استعادة السيادة والاستقلال والقرار الحر. في هذه اللحظة بالذات سمعت صوتا (كان لحكمت ديب) يقول إن عناصر من المكافحة كانوا يطوقون البناية بأعداد كبيرة. اعتقدت أولا أنها كانت دعابة ما، ولكن لم تمض ثلاث أو أربع ثوان حتى كانت غرف المكتب الثلاث تعج بالجند. لم يقرع هؤلاء الباب الخارجي الذي غالبا ما كان يبقى مفتوحا، لأن ما يفعله عناصر التيار الوطني داخل الغرف الثلاث لم يكونوا يجدون حرجا في أن يفعلوه على قارعة الطريق. أُنزل الجميع من البناء الى الشاحنات. من كان في الغرفة التي كنت فيها كان إما طبيبا ومحاميا ومهندسا أو أستاذا جامعيا، ومن الصعوبة بمكان أن تطلق على هؤلاء تسمية جمعية أشرار أو جمعية سرية. ومع ذلك لم يسلم البعض منهم قبل إنزالهم إلى الشاحنات المذكورة من صفعة من هنا ومن ركلة من هناك بحجة أنهم ابتسموا في حضرة الجندي أو لم يقفوا بالضبط في المكان الذي حدد لهم. تجدر الاشارة إلى أنه رغم أن الغارة شنت دون سابق إنذار، فإنه لم يضبط مع الموقوفين أي ممنوعات، ولو من نوع شفرة الحلاقة.

أنزلنا جميعاً إلى الشاحنات وتمّ اقتيادنا إلى ثكنة للمكافحة في الفياضية. فوجئت لدى نزولنا من الشاحنات بأن عددنا كان يتجاوز المئة وكان بيننا نساء (أنزلن على الطريق العام قبل وصولهن إلى مكان التوقيف). بعد مكوث ساعتين تقريبا في أحد العنابر وبعد تدوين كامل هوياتنا، دخل ضابط برتبة رائد وطلب إلي موافاته إلى الخارج، ففعلت. أجلسني في المقعد الخلفي لسيارة مدنية نحو نصف ساعة أصعد بعدها معي جنديين وقال لي: "إذا بتريد، لما بتوصلوا إلى مكان ما، سيطلب إليك خفض رأسك، أتمنى أن تستجيب لطلب الجنود".

تم اقتيادي إلى مديرية المخابرات حيث سلمت إلى أحد الرتباء الذي أمسكني بساعدي وراح يرمقني شذرا من قمة رأسي حتى أخمص قدمي وعلامات الكره والقرف والحقد ظاهرة على محيّاه. شعرت وكأنه كان يقول في سرّه: "من أين أتيتني أيها الإكسترا تررستر اللعين؟ كم سيكون حسابك عسيرا معي". استمر واقفا على هذا النحو حوالى نصف دقيقة دون أن يوجه إلي أي كلمة، ثم قادني بساعدي وأدخلني إلى غرفة فيها زجاجة ماء مملوءة حتى نصفها وفراش عسكري سماكته لا تتعدى السنتمترين عليه كل أنواع البقع الوسخة التي يمكن أن يتخيلها عقل، بالاضافة إلى حرام صوف لا يقل اتساخاً عن الفراش. طلب ذاك الرتيب إلي الجلوس على الأرض ففعلت. ثم طلب إلي إفراغ ما في جيوبي فسلمته ما كان معي فأخذه وأقفل الباب وانصرف.

في كل ما سأقوله لاحقا، ليس بإمكاني أن أحدد الأوقات بدقة لعدم وجود ساعة بحوزتي ولاختلاط الليل بالنهار، بسبب أضواء النيون المشعة على مدار الساعة سواء في الغرفة التي كنت فيها أم في الممر المحاذي لها. بعد نحو ساعة أو ساعتين ولربما كان ذلك قرابة منتصف الليل، عاد سجاني وطلب إلي انتعال حذائي ومرافقته. قادني إلى غرفة مكتب مواجهة تقريبا لغرفتي إنما أصغر منها مساحة فيها أربعة كراسٍ. طلب إلي الجلوس على أحدها قبالة أحد المحققين (تناوب على التحقيق معي طيلة الأسبوع الذي مكثته في مديرية المخابرات أربعة محققين سأطلق عليهم أسماء (أبجد – هوز – حطي – كلمن). دار بيني وبين أبجد، وهو من حقق معي أولا، الحوار الآتي:

- أبجد: هات خبرني شو هالقصة وشو عم بيصير.

- أنا: أي قصة تقصد؟ 

- أبجد: هيدا يللي عم بيصير بالبلد وقصة البطرك.

 - أنا: هل تقصد ما حصل في بلدة الكحالة؟

 - أبجد: نعم وغيرها.

- أنا: أخبرته حرفيا وبالتفصيل ما ذكرته أعلاه بالنسبة الى زيارة البطريرك لمنطقة الشوف وجزين. وفيما أنا في منتصف سرد الرواية، وبما أن باب الغرفة كان مفتوحا بزاوية ثلاثين درجة تقريبا، سمعت أحدهم يقول بتهكم على مقربة من الباب المذكور: "ليك أخ العرب كمان حاطط إجر على إجر". أذكر في هذا السياق أنني في الواقع أضع رجلا فوق الأخرى بحركة لاشعورية بسبب إجراء عملية جراحة للديسك لم تكن موفقة جدا منذ سنوات. ثم دخل المتكلم (هوز) ومعه شخص آخر (حطي) وجلسا إلى يميني ويساري. دار بيني وبين "هوز" الحوار الآتي بعدما كنت أنهيت سرد رواية زيارة البطريرك للشوف:

- هوز: هللق من كل عقلك نحنا جايبينك لهون منشان هالقصة؟ يللا هات بلش بالمواضيع الخطيرة الأساسية.

 - أنا: لست أدري عما تتكلم. تفضل واطرح علي السؤال الذي تريد لأجيبك عنه.

 - هوز: لا. إنت بتعرف إنو نحنا منعرف!!! وبدك تحكي لوحدك.

- أنا: آسف أن أقول لك إني لا أعرف ما تقول إنك عارفه.

- هوز: طيب بلّش بقصة اتصالاتك بضباط الجيش وشو هي المخططات يللي عم تحضروها.

- أنا: هذه قصة أنا متأكد أنك تعرف أن لا أساس لها من الصحة. ليس لدي أي علاقة من النوع الذي تطرح بأي ضابط من الجيش حتى أن علاقاتي الاجتماعية برفاق دورتي كانت على الدوام شبه معدومة حتى أثناء خدمتي الفعلية. أذكر أن رفيق دورتي العميد المتقاعد فؤاد عون عرّج علي منذ نحو الشهرين وسألني ما إذا كنت قد أغير من عادتي وأشارك في عشاء الدورة السنوي في حال إقامته في مطعم مدني، فأجبته بالايجاب. تجدر الاشارة إلى أنني لم أكن أشارك في السابق في العشاء المذكور عندما كان يقام في نادي الضباط بسبب وضعي الخاص وكي لا أحرج زملائي وإن كانوا متقاعدين. وأذكر أيضا أنني قدمت التعازي إلى رفيق دورتي العميد المتقاعد سمير حرب بوفاة شقيق زوجته منذ نحو الشهرين علما أنني لم أكن قد رأيته قبل ذلك منذ أكثر من خمس سنوات. هذه هي كل علاقاتي بضباط الجيش !...

- هوز: طيب وشو علاقات العماد عون بضباط الجيش؟

- أنا: لازم ينطرح هالسؤال على العماد عون بالذات.

- هوز: ولا مرة إنت حاكي معو بهالموضوع؟

- أنا: على الاطلاق، كلا.

- هوز: (بتهكم وغضب) هات خبرنا عن هودي الجامعات.

- أنا: شو بها الجامعات؟

- هوز: خلصني بقا قول كل شي. إنت بتعرف كل شي. شو هودي ولاد أخوك؟ يلا خبرني عنهم.

- أنا: لدي شقيق عنده ولدان كلاهما في فرنسا الأول يعمل طبيبا في تولون والثاني يعمل في شركة في باريس وذلك منذ سنوات!... ولدي شقيق آخر له ولدان مولودان في الولايات المتحدة قدما حديثا إلى لبنان وبالكاد يتقنان اللغة العربية وأرجح أنهما لا يعرفان ما هو التيار الوطني، وفي مطلق الأحوال فهما لم يدخلا الجامعة بعد.

- هوز: ما تحور وتدور. مين هيدا لطيف ما لطيف في الجامعة؟

- أنا: (بعد محاولة استعادة ذاكرتي لبضع ثوان) هل تقصد شابا اسمه بسام لطيف؟

- هوز: شفت إنك بتعرف وما بدك تحكي وإنو نحنا منعرف كل شي؟

- أنا: كنت أسمع منذ أكثر من سنتين أن هذا الشاب ناشط في صفوف التيار الوطني في كلية الهندسة في الجامعة اليسوعية. سألت بعض اقربائي ما إذا كانوا يعرفونه فقيل لي إنه من بلدة عماطور القريبة من بلدتنا ومن أنسبائنا. عرفني بنفسه لاحقا في مؤتمر للطلاب ولم أعد أشاهده أو أسمع عنه شيئا منذ ذلك الحين إلى أن التقيته منذ ثلاثة أشهر في البنك البريطاني حيث باشر العمل حديثا. ألقى علي التحية فلم أتذكر اسمه فعاد وعرفني بنفسه مجددا وقال إنه لم يعد باستطاعته المساهمة في نشاط في التيار بسبب ظروف عمله.

- حطي: (بانتهار) طيب فيني أعرف شو بدكم إنتو بالتيار؟

- أنا: بدنا بلدنا يكون سيد حر مستقل.

- حطي: يعني بدك تقول إنو وجود الجيش السوري هو السبب؟

- أنا: نعم.

- حطي: العماد عون حارب السوري وشفنا وين صرنا. لوين بعدكم رايحين ولشو عم تخططوا؟

- أنا: أرجوك إذا كان الهدف من جلبي لهون هو أن يعمل لي جلسات Edoctrinement فما بقا تحرز، على الأقل بالنسبة الى سني، أنا على قناعاتي ومش رح غير عنها. نحن لا نضمر أي شر لسوريا بل نتمنى أفضل العلاقات بين البلدين.

- حطي: والعماد عون؟

- أنا: العماد عون لا يضمر أي شر لا لسوريا ولا لشعبها وله مقابلات شيقة في هذا الموضوع سواء في جريدة المحرر أو في جريدة الحياة أو في غيرهما، وأعتقد أنكم اطلعتم عليها.

- حطي: طيب وإذا ما طلع السوري شو بدكم تعملوا؟

- أنا: سنستمر في رفض هذا الواقع كي لا يقال إن كل اللبنانيين استسلموا له، وسنقاوم كما فعل غاندي على ما ردد العماد عون أكثر من مرة. ليس ما يمنع أن ندعو في نهاية المطاف إلى العصيان المدني.

- أبجد: أين ترى أنت أن الوجود السوري يكبل القرار اللبناني؟

- أنا: هل قرأت كتاب الرئيس الحص الأخير؟

 - أبجد: لا !.... ماذا يقول الرئيس الحص؟

- أنا: أطلعته على بعض ما ورد في الكتاب المذكور خصوصاً بالنسبة الى تعديل قانون الانتخاب وترشيح النائب ناصر قنديل وسواهما من الأمور. لم يعلق على ما قلت بشيء.

- أبجد: ما هي علاقتك باسرائيل؟

- أنا: ابتسمت وقلت له: "شاهدت إسرائيلياً بشحمه ولحمه للمرة الاولى في حياتي عام 1972 على ما أذكر، وكان ذلك لمناسبة انعقاد مؤتمر للأنتربول في سان كلو في فرنسا. ثم عدت وشاهدت الإسرائيليين يوم شاهدتهم أنت عام 1982 عندما اجتاحوا العاصمة بيروت.

- أبجد: طيب شو علاقة العماد عون بالإسرائيليين؟

- أنا: أنت تعرف أكثر مني أن ليس للعماد عون أي علاقة بالإسرائيليين. أقل ما يمكنني قوله وهذا ما ردده العماد عون مرارا ولا يزال، هو أنه لولا إسرائيل لما حصل ما حصل في 13 تشرين أول 1990.

- أبجد: حسناً سنلتقي في الغد.

 لم يتعد مجمل ما دونه أبجد من ملاحظات حول كل ما ذكرت أعلاه العشرة أسطر، أُعدت بعدها إلى غرفتي من دون أن أعلم كم كانت الساعة. بقيت في الغرفة تلك حتى مساء اليوم التالي حيث كان يطلب إلي كل نصف ساعة تقريبا الخروج منها إلى غرفة مكتب التحقيق والجلوس فيها قبالة أحد الجنود لمدة مماثلة أُعاد بعدها إلى الزنزانة من دون أن أدرك لماذا خرجت منها ولماذا أعدت إليها. وتتكرر القصة على هذا النحو ثلاثة أيام بلياليها.

بقيت أربعة أيام أرتدي الملابس الداخلية نفسها في غرفة أشبه بمخمر موز بالكاد يتسرب الهواء إليها. كان علي كلما أردت دخول بيت الخلاء أن أقرع الباب فأُسأل عما أريد فيُقفل الباب عندها بعدما يطلب إلي الانتظار حتى يركز "السياج الأمني". ثم يفتح الباب مجددا ويطلب إلي الخروج، فكنت أتحقق من تركيز الجهاز العتيد المؤلف من ثلاثة جنود مدججين بالسلاح بين واحدهم والآخر متر واحد، علماً أن المسافة التي كانت تفصل الزنزانة عن بيت الخلاء لم تكن تتعد الثلاثة أمتار. ضاق أحد الرتباء ذرعاً بدخولي وخروجي إلى بيت الخلاء ثلاث أو أربع مرات في اليوم الأول فعمد إلى قص الربع الأعلى من زجاجة بلاستيك وطلب إلي التبوّل فيها وإفراغها عند المساء. وهكذا أصبح أثاث الغرفة مؤلفا من الفرشة العتيدة التي ذكرت وحرام الصوف وزجاجتي البول والمياه... أما عندما كان الأمر يتطلب إفراغ الأمعاء فهناك كانت الطامة الكبرى، إذ لم يكن هناك أي ورق تواليت أو كلينكس في الغرفة ولا في بيت الخلاء ولا عند المغسلة. حاولت المستحيل في اليومين الأولين للحصول حتى على قصاصة جريدة لأدخل إلى الحمام لكن كل محاولاتي باءت بالفشل. إلا أنه، وفي صبيحة اليوم الثالث، أعطاني أحد الجنود بما يشبه الخلسة ورقتي كلينكس من جيبه فدعوت له في سري بطول العمر لأنه فرج لي كربتي. كما أني كنت أغتنم الفرصة أحيانا لدى خروجي من الحمام فأضع رأسي تحت الحنفية واعود والماء " يزرزب" على جسمي لعدم وجود أي وسيلة للتنشيف.

قبل اليوم الأخير من مغادرتي مكان احتجازي، سمح لي بشراء سروال وقميص داخليين إثر إصابتي بنوبة عصبية لا أذكر ماذا قلت خلالها، الأمر الذي تصادف مع مرور أحد الأطباء من المكان فدخل إلي وقاس ضغطي فوجده مرتفعا فبقي معي نحو عشر دقائق وغادرني بعدما تأكد من عودة الضغط إلى طبيعته.

ذات ليلة، وأعتقد أن الحرارة في الغرفة كانت تفوق الأربعين درجة، لاسيما أن المروحة الكائنة في محاذاة الكوة القريبة من السقف كانت معطلة، أخذت أتنفس بصعوبة فائقة. تطلعت إلى أصابع يدي فلاحظت أن ما تحت أظافري بات أزرق، لا بل أسود. قرعت الباب فسئلت عما أريد بلهجة تهكمية ساخرة فقلت: "يا أخي المروحة معطلة وقد فقد الأوكسيجين من الغرفة". أُجبت بلهجة أكثر سخرية: "بسيطة هللق بيجي الأوكسيجين". لم يعالج هذا الوضع إلا بعد نحو عشر دقائق، إذ حضر أحد الرتباء وفتح الباب خمس دقائق بعدما منَّ عليَّ بأنني أعطيت أفضل غرفة‍...

بالعودة إلى التحقيق، استدعيت مجددا إلى المحقق أبجد مساء اليوم الثاني فبادرني بقوله: "إنت مفكر نحنا مش عارفينك مين إنت. نحنا منعرف كل شي عنك وعن نظافة كفك وآدميتك... بس كنت مبارح عم بتساءل أنا والمدير ونقول إنو يا أخي شخص بهذه الصفات وبهذا العمر شو..." وتوقف هنا عن الكلام فأكملت أنا وقلت عنه: "شو بدو بهاللبكة؟". أجاب بنعم. قلت:" يا أخي عندما تكون القضية بحجم وطن هل يمكن اختزالها على هذا النحو؟". قال: "أنت بتعرف إنو البلد هو اليوم كناية عن Vase محطم وملزق كيف ما كان وأي هبة ريح بتروحو. شو بيمنع إنو مبارح بالكحالة كانت تشتعل الأرض". أجبته:" هودي حفنة الشباب العزل من أي سلاح بدهم يشعلوا البلد؟ وليش؟ غيرهم حمل سلاح وما اشتعلت البلد. وليش مش الحرب داخل الحكم هي التي ستودي بالبلد؟". قاطعني وقال: "أنتم تؤدون خدمة لإسرائيل لربما عن حسن نية. ومن ثم ما هذا التناغم بينكم وبين وليد جنبلاط". ثم ذكر أسماء شخصيات كبيرة أخرى على سبيل الانتقاد الأمر الذي أذهلني فعلا. انتهى التحقيق في اليوم الثاني عند هذا الحد وقد دون "أبجد" نحو خمسة أسطر ملاحظات كخلاصة لما قلت..

استدعيت إلى المحقق "كلمن" في اليوم الثالث أو الرابع، وعلى الأرجح في اليوم الرابع، فقدم لي فنجان قهوة وسيكارة وطرح علي أسئلة قليلة لم يأت فيها بجديد على الأسئلة السابقة، ودوّن نحو سبعة أسطر ملاحظات وختم قائلا لي: "خلص هلق أنا برتبهم!.. (مشيرا إلى الملاحظات) وبكرا بتجي بتوقع وبتروح". قلت في نفسي إن الواقعة وقعت وتذكرت ما كان يقوله لي عناصر التيار من أنهم كانوا يوقعون في غالب الأحيان وهم معصوبو الأعين.

 لم أُستدعَ في اليوم التالي كما وعد "كلمن"، بل في اليوم الذي تلاه، ومن المحقق "أبجد" الذي أمسك بمحضر تحقيق من سبع أو ثماني صفحات وطلب إلي توقيع مندرجاته. طلبت إليه قراءة ما ورد في الصفحات تلك فقال: "كل ما ذكرت كتبناه دون زيادة ولا نقصان". ابتسمت وقلت له: "يا أخي وبكل محبة أقول لك، هل من المعقول أن تطلب إلي توقيع إفادة لم أقرأها وأنت تعرف أنني محام وأنني أمضيت عمري في إجراء التحقيقات؟". قال: "نحنا عاملناك أحسن معاملة!... وكان عندنا ألف سؤال كان بالإمكان أن نطرحها عليك فلم نفعل". قلت: "ولماذا لم تطرحها؟ وهل أنني امتنعت عن الإجابة؟". وكنت في هذه الأثناء أسترق النظر إلى ما كتب فلاحظت أنه تم تقويلي أكثر من مرة ما لم أقل، فأشرت إلى هذا الأمر فأجابني: "طيب منصحح هيدي (كان قد صورني في مكان ما وكأنني نازي بالنسبة الى السوريين) وبرجع بقلّك إنو إنت الوحيد يللي إجا لهون وقدر يشوف التحقيق متل ما إنت عم تشوف". ذهلت لقوله هذا وصمتّ لبعض الوقت ثم وقّعت، مع شعوري في قرارة نفسي أني كنت أوقع أي شيء ما عدا تحقيق عدلي.

 ذات يوم وفيما أنا أجيب عن أسئلة "أبجد"، دار بيني وبينه الحوار الآتي:

- أنا: هل تريد مني رأيا أقوله لك بكل محبة وصراحة؟

- أبجد: نعم.

- أنا: كل ما فعلتم حتى هذه الساعة غير قانوني ولن يصب في مصلحتكم.

- أبجد: يعني؟

- أنا: إن دهمكم لمكتب التيار في أنطلياس هي غير قانوني للأسباب الآتية:

. إنكم لستم بضابطة عدلية. وعلى افتراض أنكم ضابطة عدلية لم يكن هناك من جرم جنائي مشهود يرتكب. لم تكن لديكم أي مذكرة عدلية ولا خلاصة حكم.

. بصفتي محامياً، لم تأخذوا إذنا من نقابة المحامين للتحقيق معي.

- أبجد: (مقاطعا) كان هناك أمر من النيابة العامة التمييزية.

- أنا: ماذا تقصد؟ هل كان لديكم مستند خطي من النيابة العامة التمييزية؟

- أبجد: نعم في في.

- أنا: أنت تعلم أنه في ظل قانون أصول المحاكمات الجزائية الجديد لم تعد النيابة العامة التمييزية تملك مثل هذه الصلاحية وفي وقت قريب سيباشر في تطبيق هذا القانون و...

- أبجد: (مقاطعا ومبتسما) ومن كل عقلك إنو هيدا القانون بدو يمشي (قال ذلك قبل أربعة أيام من التعديل الذي أجري على التعديل).

.أنا موقوف لديكم منذ أربعة أيام دون مسوغ قانوني.

. جماعة من الأطباء والمحامين والمهندسين وأساتذة الجامعات يلتقون والأبواب مشرعة للتكلم في موضوع عشاء وفي تقويم زيارة للبطريرك ليست جماعة أشرار ولا جماعة سرية.

 

__وصلات __

تقديم رسالة إلى الإدارة، فقط إذا أردتم أن تساهموا كمناضلين أو كداعمين مع معرفة هويتكم أو بدونها.

___________

 يمكنك اختيار الموقع بالفرنسية أو بالانكليزية بالنقر على العلم الملائم.

العنوان العالمي الالكتروني الوحيد وهوا الصفحة الأولى للتجمع:
http://www.lebanese-transparent-democracy.org

عنوان إدارة التجمع الوحيد للبريد الالكتروني :
webmaster@lebanese-transparent-democracy.org

اسم التجمع على الصفحات الفرنسية:
Association pour la Démocratie Forte Transparente au Liban -ADFTL


اسم التجمع على الصفحات العربية:
التجمع الديمقراطي القوي الشفاف في لبنان (تدقشل)

اسم التجمع على الصفحات الانكليزية:
Lebanese Strong Transparent Democracy Organization -LSTDO
______________

_الصفحة الأولى للتجمع الديمقراطي القوي الشفاف في لبنان_