تستطيع إرسال عنوان هذه الصفحة إلى أصدقائك:
http://www.lebanese-transparent-democracy.org/ar/11ar/ar-actu-110514.htm

في السبت 14 أيار 2011. زياد بارود لرفض الإقطاعيات ومحاسبة المسؤولين والمساهمة في بناء المؤسسات على أساس القانون.

بارود: لرفض الإقطاعيات ومحاسبة المسؤولين والمساهمة في بناء المؤسسات على أساس القانون والحق لا على أساس الغرائز والجهل اعتبر وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال زياد بارود أن "أي نجاح لا يقاس بالأموال التي تراكم، ولا بالمناصب، ولا بالمواقع الزائلة، بل هو يقاس بنوعين من الشهادات: واحدة علمية أكاديمية، تكون بمثابة تأشيرة دخول إلى سوق العمل، وثانية معنوية، تأتي من الناس بطيب السمعة وبصمة أعمالكم وخير ما تأتون، في أي موقع كنتم".

وقال بارود خلال رعايته حفل تخريج تلامذة الصفوف النهائية في مدرسة ليسيه دوفيل في زوق مصبح: "بعد مئة يوم من تصريف الأعمال، جئت أقف أمامكم طالبا الثقة، وهي أغلى ما يمكن لأي مسؤول لبناني أن يطمح إليه اليوم".

وتوجه إلى الطلاب قائلا: "غدا، تخرجون من صفوف العالم المثالي المرسوم عدالة وأملا ونجاحا وفرحا، لتدخلوا إلى عالم الواقع بما فيه من ظلم وخيبة وفشل ودموع. واقع يفسر فيه القانون بحسب ما تقتضي مصالح الأقوياء، فهم يصنعون القانون، لا الحق. رحم الله لمن يقول لابنه: أحكم الناس بالعدل، لا بالقانون! واقع تهدر فيه أرواح بإسم الدين، والله بريء من دم البشر عندما يتقاتلون باسمه زورا، واقع تهدر فيه أموال الدولة باسم المحاصصة، وأكلة الجبنة كثيرون، واقع يتصدر منابره عقل ميليشيوي إلغائي للآخر، واقع يجعلنا نسقط كل يوم أمام تجربة البقاء أو الهجرة، بين التمسك بجذور ضاربة في الأرض عميقا، وبين ارتفاع أغصان لبناننا المنتشر،

واقع فيه من المتغيرات ما يربك، وفيه من ربيع الشعوب ما ينعش، وفيه من الأمل ما يسقط سواد اللحظة، لأن الغد الآتي نريد أن نراه بعيونكم الحالمة، وبنظرتكم التي كلها تصميم، وبقبضتكم التي تهز جبالا لأن عصبها قوة الإيمان".

أضاف: "غدا، سيخبرونكم بأن الوطن مستحيل، وأن الحلم ممنوع، وأن التغيير محال، وأن الاستقرار سراب. سيخبرونكم بأن أمواج أحلامكم سترتطم بهذا الواقع وتتكسر، وسيخبرونكم بأن أجيالا سبقتكم في حماستها، ثم ما لبثت أن تعبت فاستقالت أو هاجرت أو أذعنت. سيخبرونكم قصصا مخزية تحت عنوان الواقعية، وستنتهي الحكاية بموت البطل في أول المسرحية، بل باغتياله، وأنتم الأبطال والحكاية أنتم. بالله عليكم، لا تقرأوا قصصهم ولا تناموا في قبورهم لئلا تروا كوابيس واقعهم المذري. أخبروهم قصة مدلج، بطل جبال الصوان، وقصة غربة، التي حملت حلم والدها وأكملت، تماما كما تكملون اليوم أحلام أهل لكم وأساتذة صعقهم واقع زمرة من الذين تحكموا برقابنا وبعظام رقابنا. أخبروهم، عندما يمنعون عنكم الحلم والعنفوان والغضب والثورة والتصميم وقوة الشباب الجارفة، أخبروهم ما قاله نصري شمس الدين يوم طلبوا منه أن يقول شعرا في المحتل، فاتك المتسلط: بحلف بصوتي، بدموع عينيي، بإيدي المشتاقة لمحو العار، حيف لعدوي قول غنية، وحدا لأرضي بتلبق الأشعار".

وتابع: "بهذا النفس، أرفضوا الإقطاعيات، حاسبوا المسؤولين، جادلوهم بموضوعية وعلم، اختاروا من يشبه أحلامكم لا من يدفنها، إجعلوا من لبنان هدفكم الأسمى وساهموا في بناء مؤسساته على أساس القانون والحق لا على أساس الغرائز والجهل. أنتم قادة الغد ويكفي أن تؤمنوا بذلك ليؤمن العالم بكم. فكروا بتضحيات أهلكم وسهرهم، وفكروا بعطاء معلميكم وتعبهم، وادخلوا الحياة بسلاح المعرفة والقيم وغيروها بشغف وفرح، فأنتم خريجو الليسيه دوفيل بنهجها الوطني والمدني، وقد بنيت على سفح جبل ينبض بعز لبنان وأرض أكرمت علينا برجال دولة ليس أقلهم الرئيس الراحل فؤاد شهاب، وأكرمت علينا أيضا برجال دين وعلم واقتصاد، أنتم مؤتمنون على السير على خطاهم، حفاظا على مجد لبنان والقيم الإنسانية التي اغتسلتم من منابعها". 

وختم: "إني أحيي جان وماري عازار، مؤسسي هذه المدرسة العزيزة، وكل الطاقم الإداري والتعليمي المساعد الذين يساهمون في بناء مجتمع يؤمن بالعلم يقاومون به كل التحديات. فالعلم أيها الطلاب يحرركم من كل أنواع القيود ويغنينا عن بناء السجون. شكرا لكم مرة جديدة للثقة التي منحتموني إياها في هذا اليوم المفصلي من حياتكم. أنا عائد إلى صفوف دولة اعتادت على تصريف الأعمال، وبانتظاركم، مع آخرين لكي نبني معا وسويا، دولة الكفاءة والمحاسبة، دولة الناس الطيبين الشرفاء".