التجمع الديمقراطي القوي الشفاف في لبنان
webmaster@lebanese-transparent-democracy.org
http://www.lebanese-transparent-democracy.org/ar/indexar.html
مواقف التجمع حول الأحداث اللبنانية الخطيرة.
< أشتغل لتأخير الموت وتحسين مستوى حياة كل إنسان عند جميع الشعوب >

تستطيع إرسال عنوان هذه الصفحة إلى أصدقائك:
http://www.lebanese-transparent-democracy.org/ar/11ar/ar-actu-110325BKERKE.htm

في 25 آذار 2011. عظة البطريرك اللبناني الجديد بشارة الراعي في يوم تنصيبه بطريركا لإنطاكية وسائر المشرق، لا تناقض الدولة العلمانية.

 

موقف التجمع:

1

يرى التجمع أن شعار البطرك الجديد للموارنة بشارة الراعي  "الشراكة والمحبة" هوَ عامل أساسي لأمن البلد وبناء الدولة. تعاليم المسيح ومواقف الكنيسة المارونية لهما، على الأقل، تأثير كبير على قناعات وتصرف الموارنة. وهذا يساهم في السلام.

2

فصل الدولة عن الأديان ورجال الدين يبقى شرط أساسي لبناء الدولة الديمقراطية الحديثة العلمانية (المدنية). وهذا لا يمنع حرية المواطن في المعتقد والإيمان بما يشاء على شرط عدم الأذى بغيره. وعليه نتمنى من المؤمنين أن يتفهموا حقوق غير المؤمنين. ونطالب بتطوير قوانين الدولة لحماية حقوق الغير مؤمنين مثلاً حول الأحوال الشخصية. يحق لكل إنسان أن يعيش حسب قناعته. إن الحياة عقيدة و " نضال ".

3

لا بد من منع العمل السياسي من قبل رجال الدين في مجتمع ديمقراطي حديث. ولكن من الطبيعي أن نرى رجال الدين يتكلموا عن مشاكل المجتمع وخصوصاً لتوجيه نصائح إنسانية للسلام والمحبة والتسامح والتعاون ودعم مطالب الفقراء بشرط عدم التحريض للفتن.

4

في الوقت الحاضر، ديمقراطية لبنان ليست كاملة. ولا يوجد دولة فاعلة، بسبب التصرّف السياسي الدكتاتوري لبعض رجال دين الذين يستغلون العقائد الدينية لتجييش المؤمنين نحوَ التطرّف والعنصرية. لذا نلاحظ أن رجال الدين يتكلمون في السياسة وكأنهم في الوقت نفسه رجال سياسة. يوجد هذا الوضع الشاذ لأن عدم وجود الدولة العادلة والفاعلة وعدم وجود ديمقراطية شفافة قد فرضا العمل السياسي على رجال الدين كي يدافعوا عن الضعفاء والفقراء وحقوق طوائفهم.

5

لكن يوجد فرق شاسع بين رجل الدين الذي ينادي للمحبة والتعاون بين الناس ورجل دين آخر الذي ينشئ ميليشيا إرهابية مسلحة بهدف إستعمال الأغبياء من طائفته ليتسلط على الدولة وحريات الشعب اللبناني ويشكل خطراً على السلم الأهلي.

6

نتطلع إلى مستقبل ليس فيه تدخل رجال الدين في السياسة وسلطة الدولة الديمقراطية. لذا يجب تطوير الدستور والقوانين والثقافة المدنية الديمقراطية للأجيال القادمة. وعندما نبني الدولة القوية الديمقراطية الشفافة الحاضنة لجميع اللبنانيين سيبتعدوا رجال الدين تلقائياً عن السياسة.

 

 

عظة البطريرك الجديد بشارة الراعي:

 "الروح القدس يحلّ عليكِ ، وقدرة العلي تظلّلكِ ، ولذلك فالقدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله"      (لو1: 35) .

1.في بشارة الملاك لمريم تجلّت "الشركة والمحبة" التي اتخذتُها شعارا لخدمتي البطريركية . فالله الواحد ، بفيض من حبه ، دخل في شركة مع البشر: ألآب، أرسل الملاك جبرائيل إلى مريم ابنة الناصرة ليعلن للبشرية جمعاء تصميمه الخلاصي . والابن يسوع المسيح تجسّد من مريم العذراء   لخلاصنا وفدائنا بحلول الروح القدس، وهو ثمرة الحب الإلهي وقدرته الفائقة الطبيعة . والبشرية بدورها دخلت، بشخص مريم الأم البتول، في شركة مع الله الواحد والثالوث ، ساعة أعطت جواب "نعم" ، المفعم بالإيمان والرجاء والمحبة، وقالت: " أنا خادمة الرب ، فليكن لي بحسب قولك" (لو1 38) . يا للتبادل العجيب بين الله والإنسان، تبادل الشركة والمحبة، الذي يتواصل في التاريخ بحلول الروح القدس وفعله !

        إن حدث البشارة، الذي نقله لوقا الانجيلي، رواه من بعده القرآن الكريم في سورة آل عمران (44 – 48) :" قالت الملائكة : يا مريم، إن الله يبشّرك بكلمة منه اسمه المسيح، عيسى ابن مريم، وجيها في الدنيا والآخرة... يكلّم الناس في المهد وكهلاً ... ويعلّمه الله الكتاب والحكمة والتورات والإنجيل، ورسولا" إلى بني إسرائيل" . واستكمل الرواية في سورة مريم (15 – 36) ، مضيفا على لسان المولود من مريم أنه "عبد الله ونبيّه وآيته ورحمته" (20 و29)، ورابطا بين تجسّده وموته وقيامته بقوله :" والسلام عليَّ يوم وُلـدت ، ويوم أموت ، ويوم أُبعَث حيّاً" (32) .

        2.حدث البشارة هذا، المشترك بين المسيحية والإسلام والذي تحتفل الكنيسة بعيده في الخامس والعشرين من آذار، جعلته الدولة اللبنانية بالمرسوم رقم 2369، تاريخ 27/2/2010 عيدا وطنيا، وكأني بها تعني بهذه المبادرة أن لبنان وطن الشركة والمحبة. أجل ، إنه كذلك بميثاقه الوطني، ميثاق العيش المشترك المحصّن بالدستور حيث نقرأ : " لا شرعية لأي سلطة تناقض العيش المشترك " (المقدمة،ي) ، والقائم على الاعتراف المتبادل بعضنا ببعض ، وعلى وحدة المصير، والتكامل في تكوين النسيج الوطني الواحد ، ولبنان كذلك بصيغته المرتكزة على المشاركة في الحكم والإدارة بالمناصفة بين المسيحيين والمسلمين . وهي صيغة "يؤمل منها تأمين استقرار الكيان وتحقيق الديمقراطية وازدهار الاقتصاد، على أن تظل  في تطور دائم حسب مقتضيات الحداثة والتجربة التاريخية"(شرعة العمل السياسي، ص30) .

        3. شركة ومحبة قادت حياتي مذ ولدت في حملايا، قضاء المتن ، في 25 شباط 1940، وقبلت سرّ المعمودية في كنيسة سيدة البشارة، في قرية شويّا-المتن في 25 آذار. ورافقتني راهبا في الرهبانية المارونية المريمية التي دخلتها في شهر أيلول 1952، وأبرزت نذوري المؤبدة في تموز 1962،  ورافقتني كاهنا بوضع يد المثلث الرحمة المطران ميخائيل ضومط، مطران صربا، في 3 أيلول 1967، ثم أسقفا نائبا بطريركيا عاما في بكركي، في 12 تموز 1986، ومن بعدها مطرانا على أبرشية جبيل في 8 تموز 1990 .

        هذه الشركة بالمحبة أعربت عنها والتمستها من قداسة البابا بندكتوس السادس عشر فور انتخابي بطريركا على إنطاكية وسائر المشرق في 15 آذار الجاري. فمنحني إياها بعطفه ومحبته كراعٍ اسما للكنيسة الجامعة، وقد أعلنها علينا سيادة السفير البابوي المطران غبريالي كاتشا ، الذي أعرب له عن شكري العميق لما أظهر من عناية واهتمام، ولحضوره معنا اليوم ممثلا قداسة الحبر الأعظم.

        4. صاحب الغبطة والنيافة ، يا أبانا السيد البطريرك الوقور والمحبوب الكردينال مار نصرالله بطرس ، منذ خمس وعشرين سنة وضعت يديك المباركتين عليّ ورسمتني أسقفا بنعمة الله واختيار مجمع أساقفتنا المقدس. واليوم بوضع يديك المقدستين ومشاركة إخواني السادة المطارنة تجلسني على عرش بطريركية إنطاكية، خليفة لك، أبا ورأسا لكنيستنا المارونية، أيضا وأيضا بنعمة الله، واختيار مجمعنا المقدس وصلوات أبناء الكنيسة وبناتها، اكليروسا وعلمانيين. إنني، إذ أعرب لغبطتكم وللسادة المطارنة عن شكري الكبير للثقة والبركة، اعدكم بأني أواصل عيشي في الشركة والمحبة، فيما أتسلم اليوم التولية القانونية من يدكم ومن يد أخي ونائبي البطريركي العام ، مدبّر كنيستنا البطريركية، سيادة المطران رولان أبو جوده السامي الاحترام، شاكرا له كل ما بذل من جهود مخلصة ومحبة في مهمته هذه .

        5. هذه الشركة بالمحبة ، أعربت عنها لإخواني أصحاب الغبطة بطاركة كنائسنا الشرقية في الرسالة التي وجّهها إليهم باسم مجمعنا المقدس سيادة مدبّر كنيستنا البطريركية. وها انتم، يا أصحاب الغبطة تبادلونني إياها مع أساقفة كنائسكم الأجلاء بحضوركم المبارك معنا في هذا الاحتفال المهيب، ومشاركتكم الكريمة. فالشكر لكم من صميم القلب.

        6. في هذا اليوم المبارك الذي أراده الله لنفرح ونسرّ فيه ، يطيب لي أن أعرب عن محبتي وشكري لكم، يا فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان المحترم. هو الله دعانا معاً وعلى التوالي  بفائق حكمته وعنايته من بلاد جبيل ، من عمشيت، ونحن فيها جيران، يفصل بين بيتكم الوالدي ودار المطرانية طريق ضيّق، انتم لرئاسة بلادنا وأنا لرئاسة كنيستنا. نسأله ، سبحانه وتعالى، أن يقود خطانا، بالشركة والمحـبة ، في خدمة الوطن والكنيسة. شكراً لحضوركم مع السيدة عقيلتكم اللبنانية الأولى.  بالشركة والمحبة أتعاون معكم يا دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه برّي، ومعكم يا دولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الدين الحريري، ويا دولة رئيس مجلس الوزراء المكلّف السيد نجيب ميقاتي، ومع أصحاب المعالي الوزراء والسادة النواب وسائر أركان الدولة اللبنانية وسفراء الدول، شاكراً لكم جميعا حضوركم وصلاتكم ومحبتكم. أعاننا الله، بشفاعة العذراء مريم الكلية القداسة، سيدة البشارة، على استكمال نسيجنا الوطني بالشركة والمحبة، فيظل لبنان يزهر في هذا الشرق بنموذجيته ورسالته ، كما حيّاه المكرّم البابا يوحنا بولس الثاني الكبير ، الذي سيرفعه قداسة البابا بندكتوس السادس عشر طوباويا على مذابح الكنيسة الأحد أول أيار المقبل ، في عيد الرحمة الإلهية وسيدة لبنان.

        7. شركة ومحبة ، الشركة في بعدها العمودي هي اتحاد بالله، وفي بعدها الأفقي وحدة مع جميع الناس . أما المحبة  فتثبّت رباطها، كما يثبّت الطين حجارة البناء.

        من أجل هذه الشركة والمحبة نعمل داخل كنيستنا المارونية، أبرشيات ورهبانيات، اكليروسا وعلمانيين، أخويات ومنظمات رسولية ومؤسسات. ومن أجلها نتعاون على المستوى الكاثوليكي في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك ولجانه، وفي مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك. . ومن اجلها كذلك نعمل ، على المستوى المسكوني، متعاونين بكل محبة ومسؤولية مع أصحاب الغبطة والقداسة، بطاركة الكنائس الأرثوذكسية وأساقفتها، ومع رؤساء الكنائس الانجيلية، ولاسيّما من خلال مجلس كنائس الشرق الأوسط.

8.  إننا سنعيش معاً هذه الشركة بالمحبة، في لبنان الذي "مجده" في رسالته . لقد أُطلق على البطريرك الماروني شعار "مجد لبنان أعطي له" ، مأخوذاً من نبؤة أشعيا (35، 2) . لكنّه يعطى له ولكنيسته بقدر ما يلتزمان ببناء الشركة والشهادة للمحبة. مجد لبنان ينتقص بالانغلاق على الذات والتقوقع. لكنه ينمو ويعلو بالانفتاح على الآخر ، على هذا الشرق وعلى العالم. بل يُعطى "المجد" للبنان وشعبه، إذا كنا كلنا للوطن، كما ننشد . فالوطن ليس لطائفة أو حزب أو فئة. ولن يحتكره أحد لأن في احتكار فئة له احتقاراً لنا جميعا، وفقداناً لهذا "المجد" ، الذي عظمته في تنوّع عائلاته الروحية وغناها ، ولا أقول في تنوّع طوائفه لأنها صُبغت بألوان سياسية وحزبية ضيّقة انتزعت من هذه الطوائف قدسيتها وأصالة إيمانها وروحانية دينها. "فالويل لأمّة كثرت فيها الطوائف وقلّ فيها الدين"، نقولها مع ابن الأرز جبران خليل جبران.

        من أجل الشركة والمحبة نعمل معا في بلدان الشرق الأوسط  ومعكم ، حضرة ممثلي رؤساء الدول الشقيقة، فنحافظ على علاقاتنا التضامنية مع العالم العربي ونوطّدها، ونقيم حوارا صادقا وعميقا مع إخواننا المسلمين، ونبني معا مستقبل عيش مشترك وتعاون. ذلك أن مصيرا واحدا يربط بين المسيحيين والمسلمين في لبنان وسائر بلدان المنطقة، وثقافة خاصة بنا جميعا بنتها الحضارات المتنوعة التي تعاقبت على أراضينا، وتراثاً مشتركا أسهمنا كلنا بتكويـنه ، ونعمل على تطويره الثقافي (راجع الإرشاد الرسولي: رجاء جديد للبنان، 93) .

        إننا نواكب بقلق ما يجري في هذا أو ذاك من بلداننا العربية . نأسف لوقوع قتلى وجرحى ، ونصلّي من أجل الاستقرار والسلام فيها .

 وفي سبيل الشركة والمحبة ، نعمل ونتعاون في عوالم الانتشار ، حيث أبناء كنائسنا ينتشرون في القارات الخمس. إننا نحيّيهم حيثما هم ، ونستحضرهم معنا في هذا الاحتفال المقدس، ونحفظهم ذخيرة في قلوبنا وخواطرنا، ونحملهم موضوع صلاتنا الدائم . وقد حمل مطارنتهم وكهنتهم إلى مجمعنا انتظاراتهم وحاجاتهم، فسنعمل جاهدين على تلبيتها .

9. تسألونني جميعكم أيها الأحباء، عن برنامج خدمتي ، وقد عبّرتم عن انتظاراتكم وهواجسكم والتحديات : في مقالات صحفية، وندوات إعلامية، ورسائل ودّية، ودراسات علمية، وأحاديث اجتماعية وأكاديمية. وقرأتها في عيونكم وعلى وجوهكم قبل انتخابي بطريركا ومن بعده في فودكم الغفيرة التي ملأت هذا الصرح ، وفي احتفالات البهجة في بلداتكم ومدنكم وفي اليافطات التي رفعتموها .  

برنامجي امتداد لتاريخ أسلافي وعلى مدى 1600 سنة، لثوابتهم الإيمانية والوطنية: من الحدث المؤسس وهو القديس مارون وتلاميذه، ومن البطريرك الماروني الأول القديس يوحنا مارون الذي ثبّت الكنيسة المارونية على العقيدة الكاثوليكية، وجعلها امّة مستقلة بحكمها الذاتي في جبل لبنان . من البطريرك ارميا العمشيتي البارّ الذي أعلن إيمان الموارنة في المجمع المسكوني اللاتراني الرابع سنة 1213 . من البطريرك الشهيد جبرايل حجولا الذي سلّم نفسه لوالي طرابلس المملوكي، فدية عن الأساقفة والرهبان والأعيان المعتقلين، وأُحرق بالنار في ساحة المدينة سنة 1367 . من بطاركة آل الرزي الذين انفتحوا على الحداثة الأوروبية، وفي عهدهم تأسست المدرسة المارونية في روما سنة 1584 التي أعطت كوكبة من العلماء الذين مدّوا الجسور الثقافية بين الشرق والغرب، وكانوا في أساس النهضة العربية. من البطريركين يوحنا مخلوف وجرجس عميره اللذين أرسيا العلاقات بين أمراء الجبل والبابوات وملوك ايطاليا وأوروبا في القرن السابع عشر. من البطريرك المكرّم اسطفان الدويهي ابي التاريخ اللبناني وصاحب الإصلاح الكنسي، الذي في عهده وببركته تأسست الرهبانيات المارونية الثلاث. من البطريرك يوسف ضرغام الخازن بطريرك المجمع اللبناني الشهير الذي انعقد سنة 1736 في دير سيدة اللويزه زوق مصبح. من البطريرك يوسف حبيش الذي وطّد وحدة اللبنانيين مسيحيين ودروزا ومسلمين بعقد عاميّة انطلياس سنة 1840 . من البطريرك الياس الحويك ابي الاستقلال ولبنان الكبير الذي ترأس الوفد اللبناني الرسمي إلى مؤتمر الصلح في فرساي-باريس سنة 1919 . من البطريرك انطون عريضه الذي رهن صليبه وخاتمه مطراناً لإطعام جياع الحرب العالمية الأولى ، والذي عمل على استكمال استقلال لبنان بجلاء الجيوش الأجنبية سنة 1943 . من البطريرك الكردينال بولس بطرس المعوشي الذي انفتح بحكمة على العالمين العربي والغربي، وهدّأ ثورة 1958. من البطريرك الكردينال انطونيوس بطرس خريش الذي، كربّان حكيم، قاد سفينة الكنيسة والوطن وسط أمواج الحرب اللبنانية الهائجة ورفض بعناد مشروع تقسيم لبنان والتحالفات مع الخارج . من أبينا البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير ، الذي ناضل من اجل تحرير القرار الوطني والأرض اللبنانية من كل أشكال الوصاية والاحتلال ، وأجرى المصالحة في الجـبل ، وحقّق الإصلاحات الكنسية اللازمة، والذي في عهده جرت أحداث كنسية كبيرة : إعلان طوباويين وقديسين في كنيستنا هم نعمة الله ورفقا وأبونا يعقوب والأخ اسطفان، وصدور مجموعة قوانين الكنائس الشرقية (1990) وانعقاد جمعية سينودس الاساقفة الخاصة بلبنان (1995) التي أعطتنا الارشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" (1997) ، وانعقاد المجمع البطريركي الماروني (2003 – 2006) ، وأخيرا جمعية سينودس الأساقفة الخاصة بالشرق الأوسط (2010) . وهذه كلها تشكّل امتداداً لربيع الكنيسة الذي بزغ مع المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني ( 1962 – 1965 ) .

10- برنامجي استكمال التنفيذ والتطبيق لمقررات وتوصيات هذه المجامع على صعيد الهيكليات في الكرسي البطريركي وعلى المستوى الكنسي والتربوي والاجتماعي والوطني، في لبنان والشرق الأوسط ، وفي بلدان الانتشار . وهذا لن يكون إلا بمؤازرة الجميع، وبأسلوب حديث وآلية فاعلة تتفق والتقنيات الحديثة. في كل ذلك : قبلة أنظارنا شبابنا وصبايانا والمليون وثلاثماية ألف طالب وطالبة في المدارس والجامعات ، وهم مستقبلنا وأمل كنيستنا والوطن ؛ همّنا العائلة التي هي الخلية الأساسية لمجتمعنا ، والمدرسة الطبيعية الأولى لقيمنا ، والكنيسة المنزلية المربّية على الإيمان والصلاة ؛ قوتنا أساقفتنا وكهنتنا، رهباننا وراهباتنا ، المؤمنون والمؤمنات ؛ قوانا الواعدة، الدعوات الكهنوتية والرهبانـية ؛ تواصلنا في الداخل والخارج، والانتشار ، وسائل الإعلام وتقنياتها التي نحيّيها وندعو لها بدوام الازدهار ونشكر لها حضورها اليوم وفي هذه الأيام، وتعاونها الدائم معنا ؛ ضمانتنا المسيح رجاؤنا، والروح القدس مجددنا ، ومحبة الله الآب التي تظلّلنا.

11- في الختام ، أودّ الإعراب عن شكري الكبير للجنود المجهولين من فنّيين ولوجستيين وقوى أمن وجوقة ومحسنين الذين ساهموا وهيّأوا هذا الاحتفال واصلين الليل بالنهار ، وقد ضحّوا بوقتهم ومالهم وجهد أيديهم. كافأهم الله بفيض من نعمه وبركاته .

12- إنني أبدأ خدمتي الروحية والرعوية المتنوعة الأبعاد والمساحات بموآزرتكم وبكلمة أمنا وسيدتنا مريم العذراء: "ها انذا" ، مدركا أنني مدعو لحمل صليب الفداء بكل ثقله. أستنجد بنعمة الفادي الإلهي، "تكفيك نعمتي" ، والتمس شفاعة القديسة رفقا ، ابنة حملايا والرهبانية اللبنانية المارونية الجليلة، رسولة الألم، واتكل على استحقاقات دماء شهداء لبنان وشفاعة قديسيه ، وعلى صلاة المرضى والمعوّقين المسنّين وسائر المتألمين بالجسد والنفس والروح، الذين يضمّون آلامهم إلى آلام المسيح الخلاصية. إنكم في عمق قلبي وعقلي وصلاتي، انتم وعائلاتكم وكل من يعتني بكم في البيوت والمستشفيات والمراكز والمؤسسـات .

وإنني في بداية خدمتي هذه ، أكل كنيستنا والوطن الحبيب إلى عناية أمنا مريم العذراء سيدة البشارة وسيدة لبنان، مكرّسينهما لقلبها الطاهر، بانتظار تكريس بلدان الشرق الأوسط لأمومتها، بفعل واحد، عملاّ بتوصية جمعية سينودس الأساقفة من أجل الشرق الأوسط.

فيا مريم أمنا ، أبسطي يديك المقدستين وباركي وطننا لبنان وهذا الشرق ، واشفعي بنا لنحيا على مثالك في الشركة والمحبة، ونخدم الإنسانية الجديدة المفتداة بدم المسيح ابنك، وامنحينا أن نلتقي كلنا بواسطتك في أخوة شاملة، كما في هذا اليوم، الذي نحيي فيه عيد بشارتك وعيدنا الوطني. فنرفع التمجيد والشكران معك للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد ، آمين.

 

__وصلات __

تقديم رسالة إلى الإدارة، فقط إذا أردتم أن تساهموا كمناضلين أو كداعمين مع معرفة هويتكم أو بدونها.

___________

 يمكنك اختيار الموقع بالفرنسية أو بالانكليزية بالنقر على العلم الملائم.

العنوان العالمي الالكتروني الوحيد وهوا الصفحة الأولى للتجمع:
http://www.lebanese-transparent-democracy.org

عنوان إدارة التجمع الوحيد للبريد الالكتروني :
webmaster@lebanese-transparent-democracy.org

اسم التجمع على الصفحات الفرنسية:
Association pour la Démocratie Forte Transparente au Liban -ADFTL


اسم التجمع على الصفحات العربية:
التجمع الديمقراطي القوي الشفاف في لبنان (تدقشل)

اسم التجمع على الصفحات الانكليزية:
Lebanese Strong Transparent Democracy Organization -LSTDO
______________

_الصفحة الأولى للتجمع الديمقراطي القوي الشفاف في لبنان_