التجمع الديمقراطي القوي الشفاف في لبنان
webmaster@lebanese-transparent-democracy.org
مواقف التجمع حول الأحداث اللبنانية الخطيرة.
< أشتغل لتأخير الموت وتحسين مستوى حياة كل إنسان عند جميع الشعوب >

٢٤ نيسان ٢٠١٠‏. مي شدياق تردّ على جنبلاط :" إرهابا سياسياً يمارس اليوم...والحريات في خطر!‏   إذا كان من الموت بدّ فمن العار أن تموت جبانا".
‏ ‏
جو التهدئة لمصلحة البلاد لا يعني الانكسار ولا يعني ‏التراجع...


( Supporting Lebanon people, we appreciate May CHIDIAC )


.: حاورها سلمان العنداري :.

عندما تدخل منزلها، تشعر بنسيم الحرية وبنضالات قديمة جديدة تلوح في الأذهان، لتتدحرج المراحل تلو المراحل أمام ناظريك، ‏حتى تكاد ذاكرتك تنطق بالصوت والصورة لتستعرض مشاهد مشرقة، وأخرى حزينة وعنيفة لوطن جميل يتصارع مع لعنة ‏التاريخ والجغرافيا، ولعبة القدر والساحات...إنها الدكتورة مي شدياق.

الحديث يطول مع "الدكتورة"، من السياسة والحريات، إلى طاولة الحوار، وخلفية الكلمة المدوية التي ألقتها في الذكرى الـ16 ‏لحل حزب "القوات اللبنانية"، وصولاً إلى الواقع الإعلامي واستقالتها من شاشة "ال بي سي" قبل أكثر من عام... مي شدياق ‏تبقى صوت الذين غابوا، والصوت الذي لا يقهر، والرمز الذي لا يشوّه، والقضية التي لا تموت...

باختصار، هي رمز الكلمة الجريئة ( رغماً عنهم) ، والبطلة الـ54 لحرية الصحافة في العالم، (بالإذن منهم)، قررت الاستمرار ‏في المعركة الشرسة إلى ما لا نهاية... كيف لا، وهي "جان دارك" لبنان التي أحرقت نفسها وضحّت بحياتها في سبيل سيادة ‏وحرية واستقلال البلاد. فكانت وما زالت الكلمة الصارخة التي تواجه "الممنوع" و "المحظور" و "المهادنة". تمارس قناعاتها، ‏وتقول كلمتها الصاخبة... وتمشي.

تستعين ميّ خلال حديثها بمقاطع من أغاني الرحابنة، وبأمثلة لها مدلولاتها التي تطبع في الأذهان. فتعلّق على "ابتعاد" البعض ‏من حركة الاستقلال، وتبدي أسفها وانزعاجها من الطريقة التي تتم بها مقاربة الأمور، فتؤكد حرصها على الاستمرار مهما كانت ‏التحديات والصعوبات، "ما في حبوسي بتساع كل الناس، بيعتقلوا كتير، وبيبقى كتير، ورح منكمّل بيلي بقيوا".

تخاف ميّ على الحريات في لبنان، فالأسباب تعددت، وقمع الحريات واحد، "إذ تحاول بعض الجهات السياسية العودة إلى بعض ‏الأساليب التقليدية التي سئمنا ومللنا منها ومن ألاعيبهم وأدواتهم المكشوفة، وأبواقهم وأساليبهم التهويلية الإعلامية السخيفة، إلا ‏أننا لم نعد نخاف التهديد بالعزل، أو قطع الرؤوس والألسنة وغير ذلك، لأن المؤمن لا يلدع من الجحر مرتين، ولا يمكن أن ‏يصدّق الأساليب الإعلامية والسياسية الاستخباراتية التافهة التي يلجئون إليها، والتي أصبحت معروفة ومكشوفة لدى الرأي العام ‏اللبناني".

تعتقد "الست مي" ان إرهابا سياسياً وفكرياً ظاهراً يمارس اليوم دون إي قفازات، "وعلى عينك يا تاجر". فبعد أن كانت الرسائل ‏تمرر من تحت الطاولة، يطلّ علينا البعض من السياسيين إلى العلن ليهددوا ويمنعوا ويحرموا، من النائب نواف الموسوي، إلى ‏الوزير السابق وئام وهّاب، وصولاً إلى العماد ميشال عون ( إلى آخره)، لتسأل: "من هم لينصّبوا أنفسهم أولياء أمور علينا ‏ليقرروا بمصيرنا وبحياتنا وبحريتنا ومستقبلنا، من خلال ممارسة الوسائل التهويلية التقليدية لخداع الرأي العام اللبناني؟".

ترد "فراشة الحريّة" بكلّ أسف على تصريحات وليد جنبلاط الأخيرة التي أدلى لصحيفتي "الشرق الأوسط" و"الإخبار"، " بعد ‏أنْ كان لا يُفوتُ مناسبة إلاّ و يطالب بالإفراج عن سجناء الرأي المعتقلين قسراً في السجون السورية". وتضيف: " على كلِّ لم ‏أنسَ بعد ما كان يقول في المجالس الخاصة و ما علينا إلاّ الانتظار لنعود و نراه يُعدّل مرةً جديدة في خطابه إذا ما فاجأته المحكمة ‏الدولية بمعطياتٍ تستدعي واقعاً جديداً.

تطمئن مي اللبنانيين ان ثورتهم مستمرة ونابضة وباقية، ومن يظن غير ذلك يكون واهماً ومخطئاً، " فجو التهدئة لمصلحة البلاد ‏لا يعني الانكسار ولا يعني التراجع، بل يعني تقديم مصلحة البلاد على المصلحة الخاصة، من دون التنازل عن المبادئ والقيم ‏التي كانت من اجلها 14 آذار وانتفاضة الاستقلال". وبين الاستمرار في المسيرة أو الإذعان "لعصابات الممنوع" في لبنان، ‏تحسم مي خياراتها وتقول: " إذا كان من الموت بدّ فمن العار أن تموت جبانا".


في ما يلي النص الكامل للحوار الذي أجراه موقع "14 آذار" الإلكتروني:

* إلى أي حد ما تزال مي شدياق صوت الذين غابوا؟

‏- أنا من الناس الذين يمارسون قناعاتهم. مبادئي أهم شيء في الحياة، ولا قيمة للإنسان الذي يبيع مبادئه. في البلاد هناك من يباع ‏ويشرى ويهادن، إما لمصالحه الخاصة، أو بسبب الخوف والترهيب والتهديد الذي يتعرض له. أما أنا فمن الذين يؤمنون بمقولة ‏‏"لا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"، فإذا قرر المجرم أن يعود لينتقم منّي مرة ثانية، هذا شرف لي، لأني لم أغيّر قناعاتي، ولن أهادن.

الذي يحترمني احترمه، أما الذي يقلل من احترامي فلن احترمه، والذي يهين كرامة بلادي سأرد عليه بالسلاح الوحيد الذي ‏أعرف، سلاح القلم و الكلمة، كلمة الحقّ الحرّة و اللّبقة البعيدة عن الإسفاف الذي يعتمدُه من يُفاخرون بالتبعية و يدعون إلى ‏الارتماء في أحضان من يتحايلُ بأساليبه الملتوية لينقضّ من جديد على سيادة لبنان. نحن يحق لنا التعبير بكل صراحة عما يختلج ‏نفوسنا، خاصةً عندما نجد أنفسنا نتعرض للإذلال من خلال بعض التصاريح والمقابلات والمواقف... ولهذا "من يدق الباب حتماً ‏سيسمع الجواب".

أنا امرأة مؤمنة بالله وبقضية لبنان السيد الحر المستقل، وليس لدي أي مآرب أو غايات شخصية. كرامتي وحريتي ومبادئي قبل ‏كل شيء. هذا منطقي في الحياة ولم أغيّره يوماً. والثمن الكبير الذي دفعته، يجعلني مصرّة على قول الحقيقة مهما كانت قاسية، ‏حتى لو كلّفني ذلك حياتي مرّة أخرى.

* تتعرض الحريات في لبنان اليوم لنهش منظم، من يسعى برأيك إلى قضم هذه الحرية؟

‏- تعددت الأسباب وقمع الحريات واحد، فالأساليب التي تمارس اليوم عديدة وكثيرة في سبيل القضاء على الحرية في لبنان. منهم ‏من يهدد بالانسحاب من طاولة الحوار في حال استمر النقاش حول موضوع معين، ومنهم من يقول لنا ما هو الممنوع وما هو ‏المسموح في الخطاب السياسي الداخلي، إذ تحاول بعض الجهات السياسية العودة إلى بعض الأساليب التقليدية التي سئمنا ومللنا ‏منها. لقد باتت ألاعيبهم مكشوفة و كذلك أدواتهم و هم يلجئون إلى الأبواق نفسها والأساليب التهويلية الإعلامية ذاتُها بهدف بثِّ ‏السموم و نشر الأجواء المغلوطة عّلها تنجحُ في تفرقة صفوفنا و تدمير معنوياتنا و إحباطنا، إلا أنّ ما سها عن بالهم أننّا لم نعد ‏نخاف التهديد بالعزل، أو قطع الرؤوس والألسنة وغير ذلك، لأن المؤمن لا يلدع من الجحر مرتين، ولا يمكن أن يصدّق ‏الأساليب الإعلامية والسياسية الاستخباراتية المبتذلة التي يلجئون إليها، والتي أصبحت معروفة ومكشوفة لدى الرأي العام ‏اللبناني.

ونحن نسأل من يرفعون أصابعهم و يُهوّلون علينا يومياَ و يُهددون و يمنعون: من نصّبهم أولياء أمور علينا ليقرروا عناّ و ‏يتحكّموا بمصيرنا وبحياتنا وبحريتنا ومستقبلنا، من خلال ممارسة الوسائل التهويلية التقليدية لخداع الرأي العام ، وكأنهم ‏يمارسون المستحيل لقضم اكبر عدد ممكن من المكاسب على الأرض قبل الانقضاض الكامل على البلاد.

* كيف تصفين المواقف التي أطلقت مؤخراً على طاولة الحوار؟

‏- إن طاولة الحوار وجدت للتحاور والتعبير عن المواقف وتبادل وجهات النظر حول القضايا الأساسية بين الافرقاء، ولكن أن ‏يخرج احدهم ويطلب سحب مسألة سلاح المقاومة من التداول الإعلامي والتهديد بالانسحاب فهذا أمر غير مقبول، في وقت نرى ‏فيه إعلام الطرف الآخر (8 آذار) لا يترك أي مناسبة إلا وينقض فيها على رموز 14 آذار وثورة الأرز وشعاراتها. بعض ‏المواقف الأخيرة تريد أنْ تفرض منطق اللا منطق: التقليل من قدرات الجيش و طاقاته و تحويله إلى قوة مهمتها الأمن في ‏الداخل. المضحك المبكي أنّ أحدهم كان قائداً للجيش أمّا الآخر الذي يدور في مواقفه 180 درجة في الساعة فيعتبر أنّ قيام ‏الأربعة آلاف جندي اللذين تلقواّ تدريباً خاصاً بمهامهم العسكرية في الدفاع عن لبنان يعني تعريضهم للقتل!!!

* ماذا عن "الرسائل السياسية" الموجّهة إعلامياً؟

‏- من اللغة السخيفة التي نقرأها في هذه الأيام مثلاً، مقالة كتبها احد الإعلاميين المعروف بانتمائه، أعتبر فيها أن مشروع السيادة ‏والحرية والاستقلال سقط إلى غير رجعة، وأضحت المطالبة به إهانة. كما توجه الكاتب إلى الدكتور سمير جعجع محذراً إياه ‏بإمكانية العودة إلى غدراس والى زمن العزل، مما جعلني أحار في أمرِ إعلامي كنت أقدّر فكره و تحليله، و أتساءل ما إذا كانت ‏التبعية أصبحت القاعدة بدل الاستقلال، وما إذا كان يحق لمواطن يحمل الجنسية ا للبنانية التهكّم على من يريد الحرية والسيادة ‏لوطنه؟. وهل الاستزلام لسوريا و العودة للدفء على ضفاف نهر البردة هو القاعدة، أم العلاقات الندية والطبيعية المبنية الاحترام ‏على المتبادل؟.

المؤسف أكثر هي تصاريح حليف الأمس الذي قرّر لأسباب لا تُقنع أحداً الانقلاب على ثورة الاستقلال التي كان من أبرز قادتها، ‏و الذي بعد أنْ كان لا يُفوتُ مناسبة إلاّ و يطالب بالإفراج عن سجناء الرأي المعتقلين قسراً في السجون السورية، من البني و كيلو ‏و غيرهم، يستعمل لغة القمع و الاستهزاء الخاصة بحلفائه الجدد ليدعو حليف الأمس إلى الصمت على اعتبار أنّ ذلك أفضل له ‏‏..... على كلِّ لم أنسَ بعد ما كان يقول في المجالس الخاصة و ما علينا إلاّ الانتظار لنعود و نراه يُعدّل مرةً جديدة في خطابه إذا ما ‏فاجأته المحكمة الدولية بمعطياتٍ تستدعي واقعاً جديداً.

على كلّ، على من يعتقد أنّ الانقلاب على ما تحقّق أصبح على قاب قوسيْن أن يدرك أننا شعب صمد أمام الغزاة لمرات ومرات، ‏وصخور نهر الكلب اكبر دليل على انه لا يمكن لأحد أن يضبطنا ويقمع حريتنا، فشهداء الصحافة عندنا منذ بداية القرن الماضي، ‏وحرية الكلمة لا يمكن أن تموت. نحن شعب لا يمكن أن يسكت أمام الباطل والقهر والظلم.

‏* في الذكرى ال16 لحل حزب "القوات اللبنانية"، كان لكي كلمة "مدوّية" في زمن "التهدئة الإعلامية"، تلتها انسحابات ‏رئاسية احتجاجاً...


‏- سأقول الحقيقة دوماً: نحن أحرار بما نقول، وإذا كان هناك من عتب من أصحاب المهرجان لأنهم لم يطّلعوا على كلمتي، فأنا لا ‏أهنئ المنتقدين أبدا. على كل حال تبيّن من خلال ارتجال البعض كلماته انه لا مجال للاطلاع مسبقاً على الكلمات عليها من قبل ‏المنظمين. يضاف إلى ذلك أن الكلمة التي ألقيتها لم تكن باسم القوات اللبنانية، بل كانت كلمة مي شدياق و هي كلمة من القلب ‏لاقت تجاوباً وتصفيقاً حاراً من الحضور. إذ يكفي حديث الدكتور سمير جعجع لجريدة الأخبار غداة الذكرى و انتقاده لمن سحب ‏ممثليّه لكي أكون مرتاحة البال إلى أنّه لا يزال هناك من يحترم حرية الرأي و يُقدّس الالتزام بالمبادئ.

على كلّ حال فليطمئنّوا. أنا لم و لن أسكت إذا ما حاول أيٌّ كان أنْ يهزأ من عذابي، ومن آلام أهالي الشهداء ، وأن يتهكّم على ‏المحكمة الدولية وينصحنا بكتابة الروايات والقصص، وكأنه يقول بالتعبير اللبناني "غلوها وشربوا ميّتها". على كلًّ هذا النمط في ‏الاستعلاء هو ما جعلني أضيف بعض الأفكار على كلمتي لأرد على هذه المواقف.

شبّه الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلته انتفاضة الاستقلال في 14 آذار بمشروع أسقط كما أُسقط إتفاق 17 أيار، وكأنه ‏يصفنا بالعملاء. فهل مي شدياق عميلة؟، هل جبران تويني و بيار الجميل و وليد عيدو و وسام عيد و غيرهم و غيرهم من ‏الأحباء ورموز ثورة الأرز عملاء؟، هل فارس سعيد و سمير فرنجية و نسيب لحود وسعد الحريري وسمير جعجع و أمين ‏الجميّل و حلفاؤهم جميعاً عملاء؟...ما هذا المنطق في التعاطي؟.

بكل الحالات، نحن مع العلاقات اللبنانية السورية الطبيعية والندية القائمة على الاحترام، " وكل طرف أدرى بشؤونه"، مع التأكيد ‏أن التاريخ لا يمكن أن يعيد نفسه بأي شكل من الأشكال.

*تقول الزميلة ميرفت سيوفي في مقالة لها تعليقاً على الكلمة التي ألقيتها في البيال، "لم يبق لنا "رجال" في البلد إلا ‏الدكتورة مي شدياق...

‏- لدي قناعة كبيرة إننا شعب لا يموت ولا يستسلم، فنحن أولاد بيروت التي تهدّمت وغرقت 7 مرّات لتعود في كلّ مرة إلى الحياة ‏من جديد. ونحن أولاد الجبل الذي لم نتركه لأحد، ولهذا فمن غير الصحيح أننا فقدنا إرادة للصمود. وسأستعين هنا بأغاني ‏الرحابنة لأقول: "ما في حبوسي بتساع كل الناس، بيعتقلوا كتير، وبيبقى كتير، ورح منكمّل بيلي بقيوا".

* يقال أن مي شدياق وبعض شخصيات 14 آذار تتكلم بطريقة تصعيديه في وقت تعيش فيه البلاد فترة من الهدوء ‏و"المهادنة".

‏- أقول لهؤلاء الذين يتحدثون بهذا الأسلوب: عرفتم شيئاً وغابت عنكم أشياء... جو التهدئة لمصلحة البلاد لا يعني الانكسار ولا ‏يعني التراجع، بل يعني تقديم مصلحة البلاد على المصلحة الخاصة، من دون التنازل عن المبادئ والقيم التي كانت من اجلها 14 ‏آذار وانتفاضة الاستقلال. وأنا فخورة كوني ابنة هذه الثورة.

*تتعرض القوات لحملة سياسية شعواء، وآخرها حادثة عيون ارغش، يضاف إليها الحملات الإعلامية والكتابات اليومية التي ‏تنتقد وتهدد في محاولة لتشويه صورة "القوات اللبنانية" والدور الذي يلعبه الدكتور جعجع. لماذا برأيك كل هذا الضجيج؟

‏- للأسف تستمر الأقلام السخيفة بالكتابة، إلا انه كلما زادت الحملة، كلما ازدادت القوات اللبنانية قوة وصلابةً، وحادثة عيون ‏ارغش الأخيرة برهنت زيف الحقائق، وكشفت الحملة المفتعلة التي يقومون بها.

والمعلوم أن هذه الحملات ترافقت بالصدفة مع حوادث أمنية أخرى وقعت في مناطقهم، من الهرمل وصولاً إلى منطقة الصفير ‏في الضاحية الجنوبية، حيث انقلب السحر والإفتراء على الساحر، فكانت الاشتباكات بين العشائر والعصابات بأحدث الأسلحة. ‏وهنا نسأل كيف يمكن اعتبار استعمال اقوي الأسلحة والعيارات النارية أمرا مشروعاً وعادياً، في ما يمنع الناس من الدفاع عن ‏ممتلكاتهم في عيون ارغش وتسوّق لهم الحملات والاتهامات والأكاذيب الإعلامية؟.

والأمر الأكثر طرافةً في موضوع عيون ارغش، كان ما عُرض على بعض القنوات التلفزيونية. فقد خرجت إحدى السيدّات ممن ‏ادعين أنّ النار أطلقت على أفراد عائلتها ، لتدّعي في مقابلة أجريت معها و بُثت لاحقاً ضمن تقارير إخبارية أن مجهولين في ‏المنطقة "عيون ارغش" أطلقوا صاروخ من عيار "هاون"، إلا أن سرعة الريح حرفت الصاروخ عن مساره ولم تصب أحدا ‏بأذى... أليس هذا التعاطي الإعلامي مهزلة، وفيه كثير من استخفاف العقول وتشويه الحقائق؟.

*ماذا عن المحكمة الدولية، في وقت عاد الحديث عنها من جديد؟

‏- هناك من يسعى بكل ما أوتي له من قوة حتى لا تصل المحكمة إلى غاياتها وتكشف كل الحقيقة، كما تحاول بعض الجهّات قطع ‏كل الخيوط التي من شأنها أن تؤدي إلى حيثما أعطيت الأوامر في عمليات الاغتيال السابقة. ولكن فلنترك الوقت للوقت، وننتظر، ‏ولكني على قناعة أن المحكمة ستكشف كل الحقائق.

* هل تعيش الدكتورة مي شدياق حالة انتظار؟

‏- لم اعتد يوماً الوقوف مكتوفة الأيدي، ولو كنت أعيش حالة انتظار، لاستمريت في برنامجي القديم أدير الحوارات السياسية.

* ماذا تخبرينا عن تلك الفترة؟

‏- رشقت كما ترشق الشجرة المثمرة رغماً أني كنت أتعالى على جراحي و أدير حواراًتي بكل موضوعية. و لكنيّ رغماُ عن ‏إرادتي أصبحت بعدما قُطعت إطرافي رمزاً يدينهم لا يريدون رؤيته على الشاشة، رمزاً لثورة الأرز ولانتفاضة الاستقلال. لقد ‏عمد بعضهم لمحاولات متكررة للإضرار بعملي و مهنيّتي و تشويه صورتي وتدميرها من خلال مقاطعة برنامجي سعياً لإظهار ‏انحيازي لطرف واحد أمام الرأي العام، كذلك استمرت أدوات التحريض وإعلامهم السخيف في محاولة الانقضاض عليّ بكل ‏الأساليب، إلا إني قررت أخيرا إغلاق الباب بوجههم، فأعلنت وقف برنامجي مباشرةً على الهواء،. أنْ قول الحقيقة مرة واحدة في ‏السنة يبقى بالنسبة لي أفضل من أن تعضّ على جرحك 356 يوماً متواصلاً.

* هل تعتبرين أن تقديم استقالتك الشهيرة على الهواء في 4 شباط 2009، يوم من التاريخ آو يوم من الماضي؟

‏- كل إعلامي في الصحافة المرئية آو المكتوبة يطمح إلى تقديم برنامج سياسي يبثّ في ساعة الذروة على الشاشة الأولى في ‏لبنان، إلا أنني فضّلت أنْ أعلن يومها وقف برنامجي مباشرةً على الهواء، للعديد من الأسباب، ولهذا اعتبر 4 شباط 2009 يوماً ‏من التاريخ.

* هل المؤسسة اللبنانية للإعلام عرفت قيمة مي شدياق في هذه الخطوة؟

‏- الأكيد أن "ال بي سي" تعرف قيمتي جيداً، إلا أن اعتبارات أخرى تطغى في كثير من الأحيان. ولا أريد الدخول أكثر في ‏تفاصيل هذا الموضوع.

* ماذا عن استقالة الزميلة شذا عمر؟

‏- أتت استقالة الزميلة شذا عمر في إطار آخر يتعلّق بظروف عملها، إلا أنها استعملت الوسيلة نفسها التي اعتمدتها في تقديم ‏الاستقالة. أحرجوها فأخرجوها، أما قضيتي فأكبر بكثير.

* كيف تقيمين لعنة التنافس بين الإعلاميين في لبنان؟

‏- هناك تنافس مسموح يعتبر دليل صحة، يدفع الصحافي لتكثيف جهوده ونشاطه لتحقيق مزيد من النجاح، وهناك تنافس من نوع ‏آخر، تستعمل فيه كافة الأساليب الوضيعة والمدانة لتحقيق المآرب الشخصية، وهو مرفوض.

يخاف بعض الإعلاميين من أنفسهم، فممنوع أن يكون هناك من ينافسهم في المؤسسة الإعلامية نفسها، لأن ذلك يسبب لهم عقدة ‏نفسية، ويمنعهم من القدرة على البيع والشراء في المواضيع، وفي اختيار أسماء الضيوف. وهذا تنافس وضيع تستعمل فيه أساليب ‏صحفية وسخة وسافلة.

في لبنان نعاني مشكلة كبيرة، فالإعلام الأقرب ل14 آذار يمارس عليه نوع من المقاطعة السياسية من قبل الفريق الآخر، حيث ‏يمتنع سياسيو 8 آذار من المشاركة في البرامج التي تبث على هذه القنوات، في محاولة لضرب مصداقيتها وصورتها، لتضطر ‏بعض هذه القنوات والبرامج إلى مهادنة الطرف الآخر كي يقبل المشاركة، فيما نرى أطراف 14 آذار لا تمانع في المشاركة في ‏أي برنامج سياسي على قنوات المعارضة، وفي هذه الخطوة ديمقراطية وانفتاح.

لكن يجب القول ان قمع الحريات يتم في بعض الأحيان عبر هذه الأشكال من المقاطعة السياسية للإعلام الاستقلالي، وهذا ‏بالضبط ما حصل معي في برنامج بكل جرأة عندما كانت المقاطعة السياسية تتم من قبل البعض عن سابق تصوّر وتصميم، ‏فانتفضت، وفضحت أساليبهم، ورفضت الرضوخ لسياساتهم، فقلت كلمتي ومشيت.

* ماذا عن معهد مي شدياق للتدريب الإعلامي؟

‏- المعهد الإعلامي فكرة طموحة وجريئة تتطلّب إمكانيات مادية وتقنية كبيرة جداً، ونحن نحاول بخطى بطيئة ولكن ثابتة العمل ‏بكل ما أوتي لنا من قوة تمهيداً للانطلاقة الحقيقية.

* ماذا تقولين لكل لبناني خائف على الحريات في لبنان؟

‏- هناك فئة كبيرة جداً من اللبنانيين ستبقى تناضل في سبيل الحرية والديمقراطية في لبنان، وعلى الجميع أن يعوا أن أساليب القمع ‏لن تعود لتفرض نفسها من جديد، ففي ظل الوصاية السورية كانت كلمتنا واضحة ولم تجد كل محاولات الترهيب نفعاً..."هلّق بدّن ‏يمنعونا نحكي؟".

بالأمس كانوا يمررون الرسائل من تحت الطاولة، اليوم نجدهم يمارسون إرهابا فكرياً ظاهراً دون أي قفّازات، "وعلى عينك يا ‏تاجر"، إذ يطالعونا بمواقفهم في محاولة لوضع وجهة نتحرك على أساسها، ونمتنع عن الكلام في مواضيع لا يريدونها، ولكنهم ‏واهمون، لأننا سنبقى نتكلم في ممنوعاتهم، وسيبقى صوتنا صارخاً بوجههم، ولن نسكت ولن نرتاح ولن نستكين، وفي حال ‏نجحوا في إسكاتنا في لبنان سنتكلم على المنابر الدولية ليسمع العالم كله صوتنا وآراءنا، لأن أحدا لا يمكنه أن يقمع كلمة الحق ‏فينا، لا اليوم ولا غداً.

* كلمة أخيرة.

من له أذنان سامعتان فليسمع.‏

 

__وصلات __

تقديم رسالة إلى الإدارة، فقط إذا أردتم أن تساهموا كمناضلين أو كداعمين مع معرفة هويتكم أو بدونها.

___________

 يمكنك اختيار الموقع بالفرنسية أو بالانكليزية بالنقر على العلم الملائم.

العنوان العالمي الالكتروني الوحيد وهوا الصفحة الأولى للتجمع:
http://www.lebanese-transparent-democracy.org

عنوان إدارة التجمع الوحيد للبريد الالكتروني :
webmaster@lebanese-transparent-democracy.org

اسم التجمع على الصفحات الفرنسية:
Association pour la Démocratie Forte Transparente au Liban -ADFTL


اسم التجمع على الصفحات العربية:
التجمع الديمقراطي القوي الشفاف في لبنان (تدقشل)

اسم التجمع على الصفحات الانكليزية:
Lebanese Strong Transparent Democracy Organization -LSTDO
______________

_التجمع الديمقراطي القوي الشفاف في لبنان_

 

٢٤ نيسان ٢٠١٠‏. مي شدياق تردّ على جنبلاط :" إرهابا سياسياً يمارس اليوم...والحريات في خطر!‏   إذا كان من الموت بدّ فمن العار أن تموت جبانا".